رغم أن العمر الافتراضي للمباني الذي وضعه المعماريون يصل إلى 25 عاما أو أكثر قليلا إلا أننا دائما نفاجأ بتلك المشكلات الخطيرة التي تصيب المباني وخاصة السكنية دون مقدمات، منازل لم يتجاوز عمرها سنوات قليلة نجدها تعاني من التشققات والانهيارات والتصدعات الخطيرة.. ملايين الريالات دفعت مقابل امتلاك مساكن صغيرة لا تمضي عليها سنوات قليلة إلا وبدأت المعاناة من التسربات والتصدعات وغيرها من المشكلات.. كنت أسمع عن الغش الذي يمارسه كثير من المقاولين وخاصة الذين يبنون ما يسمى ب(الدبلوكسات)، التي أصبحت هي المساكن المهيمنة على سوق العقار بسبب غلاء الأراضي ومواد البناء.. لكني لم أتصور أن يكون هناك غش يصل إلى درجة الخطورة حيث يمكن تجاوز بعض أنواع الغش مثل الأصباغ أو أنواع الإكسسوارات.. لكن ما لايمكن تجاوزه هو (الصبيات الخرسانية) التي تكوّن الأعمدة والأسقف.. لم أكن أتصور أن يحدث ذلك إلا بعد أن شاهدت بعيني منازل وقد تم إنشاؤها كما يقال (عظم) خلال أسابيع.. وكنا نعرف في السابق أنه لابد من مرور فترة زمنية منطقية للصبيات حتى يمكن إنشاء الأدوار العلوية وهكذا.. وأعرف أن تلك الأنواع من المنازل ستنتهي بالمشتري إلى الشعور بالأسى والقهر عندما يجد ماله الذي دفعه نقدا أو قرضا وقد ضاع في ركام من الإسمنت يدفع كل دخلة لإصلاح تلك العيوب الإنشائية أو يبدأ رحلة شراء منزل آخر هذا إذا لم ينهرْ.. ما كنت أعرفه أن شركة أرامكو كانت تتابع بناء منازل موظفيها من خلال مراقبين ولا أعلم إن كانت لاتزال.. ما يقوم به كثير من المقاولين هو الاعتماد على مقاولين وافدين من (الباطن) أو هم أصلا يعملون بلا ضمير أو ذمة. ما هو المطلوب؟ المطلوب متابعة صارمة من قبل مهندسين ومراقبين تابعين للبلديات أو إنشاء شركة للقيام بذلك الدور تتعامل معها البلدية تتابع وتشرف وتفاجئ المنازل أثناء إنشائها مثلها مثل حماية المستهلك وذلك حماية لأرواح الناس وأموالهم… جشع كثير من المقاولين مع الأسف يأتي على حساب مدخرات وأرواح الناس.