أكدت بلدية محافظة وادي الفرع أن التصدعات التي ظهرت أخيراً في إسكان المحافظة تعود لعيوب في الإنشاء، نافية وجود علاقة لتربة مخطط ملح التابع للمحافظة كما أشيع بين سكان المنطقة وعدد من المهتمين، ومن لهم علاقة بالإسكان عن جودة تربة المخطط الذي شيد فيه الإسكان وعلاقتها في التصدعات التي لحقت به. وأوضحت بلدية وادي الفرع أنها تلقت خطابا يفيد بمشاركتها في اللجنة المخصصة للوقوف على تصدعات إسكان وادي الفرع، والذي نشرته "الوطن" في بداية شهر مايو بعنوان "تصدعات (إسكان وادي الفرع) تقلق المستفيدين". وأكد رئيس بلدية وادي الفرع المهندس عبدالرحمن الأحمدي في حديث إلى "الوطن" أن البلدية لم تتلق أي شكوى حيال جودة تربة المخطط وليس هناك مشكلة على المخطط، فيما تلقت البلدية خطابا للمشاركة في الكشف على مباني الإسكان حيث ننتظر بعض المتخصصين لقياس جودة البناء والتربة في المنطقة. وأفاد أنه يظهر للعيان أن المشكلة تعود للتنفيذ من قبل المقاول وليس للتربة علاقة بالتصدعات الظاهرة على المباني، مشيرا إلى أن المبنى لا يتجاوز طابقا واحدا ولا يمكن أن تؤثر التربة على المباني إذا كانت كذلك، وهو ما يشير إلى أن المشكلة تقع في البناء. وبين الأحمدي أنه لم يتم استدعاء أو مخاطبة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية للكشف على التربة ونوعيتها بالمخطط كما أشيع، قائلا إن الكثير وقف في البناء في المخطط وإنشائه وكان هناك عدد يرفض الانتقال والسكن فيه وبعد فترة من الزمن عاد هؤلاء يطلبون منحا من البلدية في المخطط. وكان عدد من المستفيدين من الإسكان الخيري بوادي الفرع أكدوا في شكوى رسمية - تحتفظ "الوطن" بنسخة منها-، أن التصدعات ظهرت على منازلهم بعد عام فقط من إنشائه قبل 4 سنوات وتم ترميم الوحدات السكنية من قبل أصحاب المنازل على فترات متفاوتة، إذ تكفل بعض السكان بشراء مواد بناء واستئجار عمال لترميم التصدعات لأكثر من مرة منذ السكن في الوحدة السكنية، في حين كان آخر ترميم من قبل المستودع الخيري بالمحافظة، وما زالت العيوب والتشققات تظهر على الجدران الخارجية والداخلية. وبين ساكنو الوحدات الخيرية أنهم رفعوا شكواهم للمسؤولين في المحافظة تضمنت ملاحظتهم على تردي البنية التحتية في الوحدات السكنية وضعف الأساس لتجنب مقاول المشروع الخيري من الالتزام بالمعايير السليمة لبناء تلك الوحدات، إذ أشار السكان في شكواهم إلى أن المقاول لم ينشئ الوحدات على أساس سليم، وأعد الوحدات على حفرة دفن فيها بعض الأتربة، وسياج حديدي فقط دون إقامة أعمدة أسمنتية للمبنى. وشملت الشكوى أن التصدعات لحقت بجميع الوحدات وعددها 24 وحدة، إضافة للمسجد وسكن الإمام، وبات السكن الذي أنشئ لخدمة فقراء المنطقة يشكل هاجسا لهم بعد ظهور التصدعات عليه وتخوفهم من سقوط جدرانه أو قطع أسمنتية على ساكنيه أو أطفالهم، فيما عالج بعض الجيران التصدعات مؤقتا بوضع بعض قطع الأقمشة لسد التصدعات في سواتر الوحدات بعد أن انكشف المنزل على الجار. يذكر أن الوحدات السكنية الوحيدة في محافظة وادي الفرع أنشئت في مخطط "ملح" شرق المحافظة، ودشنت المرحلة الأولى في يوليو 2009م، وكانت إحدى المتبرعات تكفلت ببناء الوحدات السكنية بعد وساطة من المستودع الخيري بالمحافظة، وسلمت مفاتيح المساكن للفقراء والمحتاجين في المنطقة لكن سرعان ما ظهرت لهم التصدعات في المباني وشكلت لهم هاجسا أقلقهم.