بدأت المراكز العلمية في المملكة، حصد ثمار سنوات من الإعداد والتجهيز للدخول بكل ثقل، إلى عالم الاقتصاد القائم على المعرفة، وحقق عدد كبير من الأكاديميين وطلاب العلم كثيرا من الاختراعات والابتكارات المهمة، ليس على المستوى المحلي فحسب، وإنما على المستوى الدولي، ما يشير إلى إمكانية تسويق هذه الابتكارات في المستقبل، وفق آلية محكمة، تعتمد على تحويل هذه الابتكارات إلى واقع ملموس، وترجمتها إلى منتجات حقيقية تباع في الأسواق. وتتجه المملكة إلى مشاركة دول العالم الأول في برامجه واكتشافاته العلمية في كافة العلوم والمعارف، وبخاصة في مجال أبحاث الطاقة، من خلال عدة مراكز بحثية، من بينها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التي تعتمد على «وادي الظهران» في تفعيل برامج البحث العلمي، وتعزيز مبدأ الاقتصاد القائم على المعرفة، باجتذاب عدد كبير من الشركات المحلية والعالمية، لإجراء أبحاث في الوادي، بهدف الوصول إلى أفكار جديدة، تدعم مجال البحث العلمي على أسس علمية متكاملة. ويقول الدكتور حليم رضوي الرئيس التنفيذي لوادي الظهران للتقنية إن «العالم بالكامل، بدأ يتجه إلى الأمام، عبر تفعيل برامج البحث العلمي، التي أكدت أنها الطريق الوحيد، لبناء الاقتصادات الحديثة، القائمة على المعرفة». وقال: «الدولة المتقدمة، هي التي تعتمد على كفاءة أبنائها وخبراتهم في الوصول إلى المكانة الاقتصادية التي تحلم بها، وهذا ما حرصت عليه المراكز البحثية السعودية منذ سنوات عدة مضت، واليوم أستطيع التأكيد أن المملكة تسير على طريق العلم بخطى ثابتة، وحققت كثيرا من الإنجازات العلمية، وتواصل عملها في هذا المجال بهمة ونشاط». وأضاف المدير التنفيذي لتسويق التقنية في وادي الظهران للتقنية الدكتور أيان بروكتور أن «من المبادئ التي أعلنها وادي الظهران منذ تأسيسه، هو دعم أبحاث الاقتصاد السعودي، من بوابة الطاقة، التي مازالت تؤمن نحو 90 % من الميزانية العامة للمملكة العربية السعودية». وقال: «الوادي نجح في اجتذاب 17 شركة محلية وعالمية، تعمل في مجالات الطاقة، لتجري أبحاثها في الوادي، وننظر لهذا الأمر على أنه بداية رائعة ومشجعة على تفعيل برامج البحث العلمي في المملكة، وعلينا ألا نستبعد أن نجني ثمار هذه الجهود في وقت قريب جداً». وأضاف «نتائج البحث العلمي الجاد، غالباً ما تكون مثمرة على قطاعات الاقتصاد، فبجانب النمو الاقتصادي، وزيادة الإنتاج، تستطيع هذه الأبحاث التوسع في برامج التوطين، ونقل التقنية، وتنويع مصادر الدخل، والأهم من ذلك، تسويق هذه التقنية، وتحقيق مردود جيد من ورائها، وهذا هو سر تقدم دول العالم الأول».