أعلنت قوات الأمن العراقية عن إحباطها هجومين منفصلين على مقارٍّ عسكرية قريبة من مدينة الرمادي التي تواصل الحكومة تضييق الخناق عليها لاستردادها من قبضة تنظيم «داعش»، في وقتٍ كشفت المفوضية الأوروبية عن تخصيصها 25 مليون يورو إضافية لمساعدة ضحايا النزاع في العراق. وقال عقيدٌ في الجيش إن «داعش» شنَّ هجوماً عنيفاً بواسطة مركبتين مفخختين يقودهما انتحاريان في منطقة ناظم الثرثار «شمال الفلوجة وشرق الرمادي» مستهدِفاً مقر الفوج العسكري الثاني. وذكر أن «الهجوم الانتحاري المزدوج كان مدعوماً بنيران قوية»، مشيراً إلى «وقوع اشتباكات تمكَّنت خلالها قوات الجيش من حرق وتفجير المركبتين المفخختين وقتل من فيهما بواسطة منظومة الصواريخ الروسية كورنيت». وأصيب 4 من عناصر الأمن بجروح، بحسب الضابط. ويأتي الهجوم بعد 3 أيام من هجوم مماثل نفذه «داعش» ضد منشأة المثنى الواقعة شمال الرمادي ما أسفر عن مقتل 47 من عناصر الأمن. ويستخدم التنظيم في هجماته آليات عسكرية استولى عليها في مواجهات سابقة ويقوم بتلغيمها وتصفيحها بما يصعِّب على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وحتى قذائف الآر بي جي التصدي لها. وعلاوةً على ذلك؛ يلجأ إلى قطع المياه عن المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة كسلاح في المعركة. وأغلق التنظيم بوابات سد الرمادي وحوَّل مساره إلى بحيرة الحبانية ما أدى إلى انخفاض مستوى المياه بشكل كبير في نهر الفرات، فيما حذر مسؤولون من مخاطر إنسانية إثر هذا العمل. في سياقٍ متصل؛ أفاد ضابط برتبة نقيب في الشرطة الاتحادية بأن قوة من الشرطة اشتبكت أمس مع عناصر للتنظيم في منطقة حصيبة الشرقية «ما أسفر عن مقتل 13 عنصراً داعشياً». وحصيبة الشرقية آخر منطقة تقع تحت سيطرة القوات الأمنية في الجهة الشرقية لمدينة الرمادي. في غضون ذلك؛ بيَّنت المفوضية الأوروبية أنها خصصت 25 مليون يورو إضافية كمساعدة إنسانية لضحايا النزاع في العراق، وذلك بعد نداءٍ وجهته الأممالمتحدة وطلبت فيه جمع نصف مليار دولار لهذا البلد. وتوقعت المفوضية، في بيانٍ لها، أن «يساعد ما تم تخصيصه من أموال؛ النازحين العراقيين بمن فيهم من فروا أخيراً من المعارك في مدينة الرمادي؛ عبر تأمين المياه والغذاء والأدوات الصحية والملاجئ والمعدات الطبية». وسيطر المتطرفون على المدينة في منتصف مايو الفائت، ما دفع 55 ألف شخص إلى النزوح. وبذلك؛ ترتفع قيمة المساعدة التي وعدت بها المفوضية بغداد خلال العام الجاري إلى 67 مليون يورو. وكانت الأممالمتحدة والمنظمات الشريكة لها دعت إلى جمع 497 مليون دولار «440 مليون يورو» لصالح العراقيين خلال الأشهر الستة المقبلة. واعتبرت المنسقة الأممية للمساعدة الإنسانية في العراق، ليز غراندي، أن «الأزمة في هذا البلد هي إحدى الأزمات الأكثر تعقيداً في العالم». وحذرت في بيانٍ لها من «تداعيات كارثية» إذا لم «نتلقَّ أموالاً على الفور»، مشيرةً إلى «بذل الشركاء الإنسانيين كل ما في وسعهم لمساعدة السكان». وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 8 ملايين شخص، بينهم 3 ملايين اضطروا إلى مغادرة مساكنهم، يحتاجون إلى مساعدة حيوية. وقد يصل هذا العدد إلى 10 ملايين بحلول نهاية العام.