طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة أن تكون تحركات الدول والأصدقاء على قدر ما يحدث على الأرض من متغيرات؛ وأشار إلى أن عصابات البغدادي وعصابات إيران ومرتزقتها تسعى لتمزيق البلاد، وهو ما يؤسس ويهدد بحرب إقليمية تهز كامل المنطقة. واستغرب خوجة من اجتماعات ومؤتمرات دول التحالف وما يصدر عنها من مقررات هزيلة وغير فاعلة، لافتاً إلى أن «إحراز داعش تقدماً في ظل اجتماعات مجموعة مكافحة داعش في باريس يذكرنا بتقدمات نظام الأسد العسكرية سابقاً في ظل اجتماعات مجموعة أصدقاء الشعب السوري!». وأكد رئيس الائتلاف أن «التراخي الذي يتعامل به المجتمع الدولي مع استمرار بقاء نظام الأسد وتمدد داعش لا يخدم مصلحة الشعب السوري ولا شعوب المنطقة، وهو كفيل بشد عصب الحروب فيها إلى أمد غير بعيد». ميدانياً تواصلت الاشتباكات أمس بين الثوار وتنظيم «داعش» في الريف الشمالي لمدينة حلب ودارت اشتباكات عنيفة في محيط بلدات أم القرى وتل مالد والبل والوحشية، بحسب ما ذكرت شبكة شام الإخبارية، وقالت الشبكة إن طيران الأسد يساند التنظيم في المعركة عبر الطائرات وألقت مروحيات الأسد البراميل المتفجرة، كما شنت الطائرات الحربية غارتها على البلدات والمدن المجاورة لمناطق الاشتباكات، وأفادت الشبكة بأن أكثر من عشرين شهيداً وعشرات الجرحى سقطوا في بلدة تل رفعت أمس، كما سقط عشرات الجرحى في مدينة مارع وبلدات إحرص وحربل تل قراح، وفي حي جب القبة سقط أكثر من سبعة شهداء وعشرات الجرحى جراء سقوط براميل متفجرة على المدنيين، وشنت طائرات الأسد غاراتها على جمعية الكهرباء في خان العسل، وعلى مدينة الأتارب في الريف الغربي. من جهته، أوضح الناطق الرسمي باسم الائتلاف سالم المسلط إن الواقع في مختلف مناطق حلب وريفها يتحدث عن نفسه بوضوح، حيث تابعت طائرات النظام إلقاء براميلها المتفجرة صباح أمس فوق مناطق عدة منها حلب ومدينة تل رفعت، وكذلك ريف إدلب مخلفة قرابة أربعين شهيداً منهم نساء وأطفال وعشرات من الجرحى حسب أرقام أولية. وأكد مسلط أن الهزائم المستمرة للنظام وفرار قواته من مختلف الجبهات ها هو يسخَر تنظيم داعش ويوجهه للاشتباك مع كتائب الثوار موفراً له الدعم والتمهيد والتغطية الجوية، ويكشف عن مستوى جديد من التنسيق وتلاقي المصالح الإرهابية ما بين الطرفين، دون أن يقابل ذلك أي موقف من قبل قوات التحالف الدولي الأمر الذي يثير الشكوك ويدعو للاستغراب. وفي سياق متصل، وصل الآلاف من المقاتلين العراقيين والسوريين في الآونة الأخيرة إلى سوريا للدفاع عن دمشق وضواحيها بدرجة أولى، بعد إعلان مقاتلين من المعارضة أن العاصمة تشكل هدفهم المقبل، وفق ما أعلن مصدر أمني سوري. وقال المصدر أمس «وصل نحو سبعة آلاف مقاتل إيراني وعراقي إلى سوريا وهدفهم الأول هو الدفاع عن العاصمة»، موضحاً أن «العدد الأكبر منهم من العراقيين». وأوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته ان «الهدف هو الوصول الى عشرة آلاف مقاتل لمؤازرة الجيش السوري والمسلحين الموالين لها في دمشق أولاً، وفي مرحلة ثانية استعادة السيطرة على مدينة جسر الشغور التي تفتح الطريق الى المدن الساحلية ومنطقة حماة في وسط البلاد».