انطلقت حشود المشيعين من الدوار المقابل لقلعة تاروت، في موكب مهيب، وهي تحمل نعش الشهيد منصور آل فتيل، الذي انتقل إلى جوار ربه، أمس الأول «الجمعة»، متأثرا بالإصابة البالغة في تفجير مسجد الإمام علي ببلدة القديح، يوم الجمعة قبل الماضي، الذي ذهب ضحيته 21 شهيدا و106 مصابين. وانطلقت عملية التحضير لمراسيم التشييع الكبير منذ أمس الأول، من خلال تحديد مسار موكب الشهيد، بهدف تنظيم عملية مسيرة الحشود الكبيرة المشاركة في مواراة جسد الشهيد آل فتيل في مقبرة تاروت. واستمرت المراسيم أكثر من ساعتين تقريبا، فالحشود الكبيرة جعلت الحركة بطيئة. وبدأت مراسيم التشييع في الساعة الثالثة والنصف عصرا، بمشاركة واسعة من المواطنين الذين احتشدوا في الموقع. وحرص أهالي شهداء القديح على الوقوف مع أهالي الشهيد آل فتيل في المصاب الجلل. وحددت اللجنة المنظمة للمراسيم مسار التشييع من الدوار المقابل لقلعة تاروت باتجاه الشارع الرئيسي، حيث تم انزال الجثمان في الشارع الرئيسي بالقرب من فرع بنك الرياض في جزيرة تاروت، بهدف اقامة صلاة الجنازة بإمامة الشيخ فوزي آل سيف، حيث تقدم الجموع عدد من العلماء، قبل مواصلة الطريق باتجاه مقبرة البلدة الواقعة على بعد نحو كيلو ونصف كم تقريبا من دوار قلعة تاروت إلى المقبرة. وبدأ تغسيل جثمان الشهيد آل فتيل بمغتسل جزيرة تاروت في الساعة الثامنة صباحا، حيث استكملت عملية التغسيل في الساعة العاشرة والنصف تقريبا. وتواجد الكثير من اللجان؛ للمشاركة في مراسيم التشييع منذ الساعة السابعة صباحا، من خلال تجهيز المواقع وتنظيم عملية السير واستقبال آلاف المواطنين المشاركين في المراسيم الخاصة بمواراة الشهيد للمثوى الأخير. وقالت اللجنة المنظمة لمراسيم التشييع، إن المسار المحدد لانطلاق المراسيم اغلق بعد صلاة الظهر مباشرة، كما حددت مواقف متعددة لنقل المشاركين في التشييع إلى الموقع الرئيسي على غرار الطريقة التي انتهجت في مراسيم تشييع 21 شهيدا يوم الاثنين الماضي. وأشارت اللجنة إلى أن الكوادر المشاركة في وضع الترتيبات اللازمة لإخراج مراسيم التشييع بالصورة اللائقة، توزعوا على عدة لجان، وهي لجنة التغذية والتنظيم، وحركة السير والتشييع، والطبية، والاعلامية، وغيرها من اللجان الأخرى، لافتة إلى ان اللجنة الطبية قامت بنصب 5 نقاط على طول الطريق بهدف تقديم الخدمات الطبية، خصوصا وأن التشييع بدأ مع حرارة الشمس المرتفعة.