لم ينتظر العاملون في تغسيل الموتى وتجهيز الجنائز وحفر القبور ونقل الموتى في مدينة القطيف، الدعوة للاجتماع في بلدة القديح، إذ توجهوا إلى البلدة دون سابق ميعاد عقب سماعهم بخبر تفجير مسجد الإمام علي بن أي طالب، ووقوع 21 شهداً، و102 مصاب، حيث أدركوا أن أمامهم مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقهم، فتركوا كل ما هو مهم واتجهوا للأهم، وكونوا ما يسمى «خلية إدارة الأزمة». وفي الاجتماع، بادر كل منهم بما يمكن عمله وإنجازه، وعندما اكتملت الصورة، انفض الاجتماع، وذهب كل منهم لأداء مهامه بكل همة ونشاط. ويقول مسؤول المغسلين في الخلية حسن أحمد ال عبدالرزاق والمعروف ب «مضري» : «بعد وقوع الحادثة عقد العاملون في تجهيز الموتى وهم ما بين مغسلين وحفاري قبور وسائقي إسعاف، قرابة عشرة اجتماعات متتالية للتعامل مع الحدث، خاصة أن عدد الشهداء كبير، ووصل إلى 21». وأضاف «هذا العدد لا تتحمله مغسلة موتى واحدة، وناقشنا أيضاً كيفية التعامل مع الجثامين ذات الحالة الحرجة جداً، والتي تحتاج إلى محترفين في التغسيل، وتم الاجتماع بكل من له علاقة بالأمر، ووزعت المهام عى الجميع، والحمد لله أتممنا العمل على أحسن وجه، حيث شارك في التجهيز والحفر والنقل بسيارات الإسعاف والتغسيل أكثر من 100 من أبناء المحافظة». ووجّه مضري الشكر والتقدير لكل من ساهم وعمل معه. وقال: «الجميع كانوا على قدر المسؤولية الملقاء على عاتقهم، وعلى قدر الفاجعة التي هزت المنطقة الشرقية والمملكة، والجميع يستحقون الشكر والامتنان والشد على أيديهم نظير جهودهم المخلصة، فهم شجعان وأبطال ومتطوعون يرجون الثواب، وذوو كفاءة، حيث أداروا الأزمة بحرفية واقتدار، وبروح الفريق الواحد.