بدأت القوات العراقية و»الحشد الشعبي» المؤلف من فصائل شيعية أمس عملية تهدف لمحاصرة الرمادي، غرب البلاد، لتحريرها من سيطرة تنظيم «داعش»، فيما تحاول واشنطن تهدئة التوتر مع بغداد بعدما انتقدت أداء جيشها. وتمكنت قوات عراقية في مواقع أخرى من فرض سيطرتها والتقدم باتجاه الرمادي. وقال ضابط برتبة مقدم في الجيش موجود في الأنبار إن قوات من الجيش والحشد الشعبي، استطاعت تحرير منطقة العنكور (جنوب الرمادي) والدخول إلى منطقة الطاش الواقعة إلى الجنوب من الرمادي. كما فرضت القوات العراقية سيطرتها على امتداد 35 كلم في منطقة واقعة على الطريق السريع غرب الرمادي، وفقاً للمصدر. وبذلك تعد الرمادي تحت حصار محكم، باستثناء الجانب الشمالي الذي يتصل بمحافظة صلاح الدين ويفصلها عنه نهر الفرات ومنطقة صحراوية. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والأمريكيون ترددوا قبل ذلك في نشر قوات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار، ذات الغالبية السنية. وصمدت القوات العراقية ومقاتلو العشائر في الأنبار أمام هجمات الجهاديين على مدى نحو عام، قبل أن تسقط تدريجياً مع بداية الشهر الحالي أمام هجمات متلاحقة أدت إلى انسحاب القوات الحكومية. ويسيطر «داعش» على أغلب مناطق محافظة الأنبار التي تشترك بحدود مع سوريا والأردن والسعودية. من جهتها، تسيطر القوات الحكومية على مناطق محددة في محافظة الأنبار، بينها مناطق تقع إلى الشرق من الرمادي وحديثة وقاعدة الأسد العسكرية حيث يوجد المستشارون العسكريون الأمريكيون. ومن المرجح قيام الجهاديين بفرض مواقع دفاعية في منطقة الرمادي، خصوصاً من خلال زرع العبوات الناسفة التي تعد سلاحهم الرئيس. من جانب آخر، سعت الإدارة الأمريكية الإثنين إلى التهدئة وذلك بعد رفض بغداد اتهامات وزير الدفاع الأمريكي الذي قال الأحد إن الجيش العراقي لم «يُبدِ إرادة للقتال» في الرمادي. وقال البيت الأبيض إن بايدن اتصل هاتفياً برئيس الوزراء العراقي، مضيفاً أنه «أقر بالتضحيات الكبيرة للجيش العراقي وبشجاعته خلال الأشهر ال 18 الماضية في الرمادي وغيرها من المناطق». من جانبها، وجَّهت إيران انتقاداً شديداً لوزير الدفاع الأمريكي على لسان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الذي قال إن الولاياتالمتحدة «لم تفعل شيئاً» لمساعدة الجيش العراقي للتصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» في الرمادي. يذكر أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، نفذ ثلاثة آلاف ضربة جوية ضد الجهاديين خلال الأشهر العشرة الماضية. وأدى تقدم الجهاديين في منطقة الرمادي إلى نزوح ما لا يقل عن 55 ألف شخص عن منازلهم، وفقاً للأمم المتحدة. ومنعت السلطات الحكومية عدداً كبيراً من هؤلاء بشكل مؤقت من الوصول إلى مناطق أخرى في البلاد خوفاً من تسلل مسلحين بين المدنيين إلى مناطق آمنة. واعتبر بعض السياسيين السنة ونشطاء أن الإجراء تمييز ضد السنة في البلاد، فيما اعتبرت منظمة الإنقاذ الدولي أنه يرغم بعضهم على العودة لمناطق الصراعات. وقال مارك شنيلبيشر المسؤول الإقليمي للمنظمة، إن «آلاف الأشخاص من الذين فروا من الرمادي عالقون عند حواجز تفتيش»، مضيفاً «بالنسبة لبعضهم، أصبح الوضع ميؤوساً منه بحيث عادوا إلى مناطق الصراع في الرمادي».