تجدَّدت أمس الاشتباكات في شوارع بوجومبورا ووقع إطلاق نار بعدما رفض المحتجون المناهضون لرئيس بوروندي، بيير نكورونزيزا، دعوته للهدوء في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا. وقال شهود عيان إن جنود الجيش والشرطة أطلقوا الغاز المسيل للدموع والطلقات التحذيرية في الهواء وهم يواجهون عشرات المتظاهرين الذين رجموهم بالحجارة وأحرقوا الحواجز المؤقتة في الطرق. وأصيب رجل بالرصاص في ساقه، كما ذكر أصدقاء له. وقال مصور من «رويترز» إن رجلاً آخر أصيب بطلقة في الرأس و«باتت وفاته في حكم المؤكد». وقُتِلَ أكثر من 20 شخصاً على مدى نحو شهر من الاضطرابات في بوروندي اعتراضاً على سعي نكورونزيزا لتولي الرئاسة لفترة ثالثة. وقد يؤدي استمرار الاضطرابات إلى فتح جراح قديمة في دولة لها تاريخ طويل من المذابح الجماعية والحرب الأهلية بين قبائل الهوتو والتوتسي. وفي كلمةٍ بثها التليفزيون الحكومي أمس الأول؛ أكد الرئيس الحاجة إلى الوحدة الوطنية، متعهداً بعدم تجاهل إراقة الدماء السابقة بما في ذلك الحرب الأهلية التي انتهت في عام 2005 بعد مقتل 300 ألف شخص. واعتبر أنه «لا يوجد مواطن بوروندي واحد يريد إحياء توترات الانقسامات العرقية أو أي انقسامات ذات طبيعة أخرى»، مشدداً على أن «الدماء التي سُكِبَت في الماضي علمتنا درساً». في المقابل؛ رفض المحتجون كلماته التي وصفوها بأنها تمثيلية. وقال جان كلود جاكيزا البالغ من العمر 42 عاما «نحن لا نعتبر هذه كلمة إلى الأمة». وأضاف «أي شخص ينتهك الدستور هو شخص ضد مواطني بوروندي، كل ما نريده الآن هو أن يتخلى عن تولي فترة رئاسية ثالثة». وجاءت أعمال العنف أمس بعد ليلة من إطلاق النار الكثيف في حي موساجا المضطرب؛ حيث تحدث سكان عن ساعات من المعارك المستمرة بين الشرطة ومجموعات الشباب. وتحدث بوسكو البالغ من العمر 28 عاما، وهو من سكان حي موساجا، عن «إطلاق نار طوال الليل»، معتبراً أن «التوتر كان شديداً».