قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «داعش» بات يسيطر حالياً على أكثر من نصف أراضي سوريا لكنه خسر 150 من مقاتليه خلال الأيام الأخيرة بينهم 3 قياديين على الأقل. وأعلن التنظيم المتطرف صباح أمس سيطرته بالكامل على مدينة تدمر «وسط سوريا» بما في ذلك المنطقة الأثرية فيها والمطار العسكري والسجن، بعد أيامٍ من سيطرته على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار العراقية. ولا يشكل هذا التقدُّم ضغطاً على دمشقوبغداد فحسب، بل يلقي بظلال من الشك على استراتيجية الولاياتالمتحدة التي تكتفي بالغارات الجوية لهزيمة التنظيم. وتدمر هي المدينة الأولى التي ينتزعها «داعش» مباشرةً من أيدي الجيش السوري والقوات المتحالفة معه. وتسود مخاوف من تدمير التنظيم آثارها التي تعود إلى العصر الروماني ومن بينها معابد وأعمدة ومسارح لا تزال في حالة ممتازة. وحذر مدير عام المتاحف والآثار السورية، مأمون عبدالكريم، من «سقوطٍ للحضارة»، معتبراً أن «المجتمع الإنساني الحضاري خسر المعركة لصالح الهمجية». وأسفرت الاشتباكات المسلحة الدائرة في المدينة منذ أمس الأول عن مقتل 100 من جنود النظام. ويأتي هذا الهجوم الذي بدأ قبل أسبوع في إطار تقدم «داعش» نحو الغرب السوري ما يزيد الضغط على القوات الحكومية المنهكة والقوات المتحالفة معها، التي مُنِيَت مؤخراً بخسائر في الشمال الغربي والجنوب. ولاحظ رئيس مركز الإرهاب والتمرد لدى مؤسسة «آي.إتش.إس جينز»، ماثيو هنمان، أن موقع تدمر استراتيجي للغاية و«يمكن أن يُستخدَم كمنصة انطلاق صوب حمص ودمشق». وفي تقريرٍ له؛ قدَّر المرصد السوري لحقوق الإنسان مساحة الأراضي التي سيطر عليها «داعش» في سوريا بأكثر من 95 ألف كم مربع بواقع أكثر من 50% من مساحة البلاد «بعد سيطرته على كامل منطقة تدمر والغالبية الساحقة من البادية». وأفاد المرصد بأن التنظيم يتمركز ويسيطر على مواقع في 9 محافظات «هي حمص، الرقة، دير الزور، الحسكة، حماة، حلب، دمشق، ريف دمشق والسويداء، علاوةً على وجود موالين له في محافظة درعا». وأشار في الوقت نفسه إلى سيطرة مقاتلي التنظيم على الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في البلاد «لكن بَقِيَ خارج سيطرته كل حقل شاعر الذي تسيطر عليه قوات النظام في ريف حمص الشرقي، وحقول رميلان التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي في ريف الحسكة». ووفقاً للتقرير؛ بات التنظيم يسيطر على «مساحة متصلة من جنوب جبل عبدالعزيز وبلدة الهول في جنوب وجنوب شرق الحسكة مروراً بمعظم دير الزور والغالبية الساحقة من محافظة الرقة وصولاً إلى ريف مدينة مارع في ريف حلب الشمالي وتدمر في ريف حمص الشرقي وكامل البادية حتى ريف السويداء الشمالي الشرقي والأطراف الشرقية لريف دمشق، إضافةً لسيطرته على مناطق واسعة في مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود في جنوبدمشق». وأسفر الهجوم على مدينتي تدمر والسخنة ومحيطهما، وفقاً للمرصد، عن مقتل 462 شخصاً على الأقل و241 مسلحاً من قوات النظام وقوات الدفاع الوطني الموالية لها «من بينهم 20 ضابطاً على الأقل برتب مختلفة و15 شخصاً من أبناء عشيرة الشعيطات ينتمون إلى الدفاع الوطني». في المقابل؛ أسفر الهجوم عن مقتل 150 عنصراً على الأقل في صفوف «داعش»، و»من بينهم 3 قياديين على الأقل، أحدهم سوري الجنسية، والاثنان الآخران من جنسيتين عربيتين أحدهما أمير الاقتحاميين»، بحسب المرصد.