من ضمن ما نقل إلينا من أروقة المجلس الاقتصادي مقتطفات من حديث الأمير محمد بن سلمان وهو يتكلم عن الفساد، ومداخلة أحد الوزراء عندما تحدث عن مراقبي البلدية، وأن بعضهم يحصل على عشرة أضعاف راتبه بطرق غير مشروعة، وسمعنا أيضا رؤية مقتضبة من الأمير عن فوائد الخصخصة وعن سلبيات المركزية، لقطات خاطفة لكنها تعني كثيراً وتبشر بمزيد من الإصلاحات. عمر المجلس قصير، والطموحات كثيرة، والبلد حقيقة مثقل بكل ما قيل في تلك المقتطفات السريعة من مركزية وبيروقراطية، ومن حاجة إلى خصخصة كثير من الخدمات، إلى ضرورة مكافحة الفساد بشكل فاعل، ولعل ما ينسجم مع رؤية المجلس وننتظر أن يعرج عليه في الأيام المقبلة، هو إعادة هيكلة الجهات الرقابية لتصبح كياناً واحداً يعمل بديناميكية وتناغم. صندوق إبراء الذمة، كذلك أعتقد أنه من المناسب أن يعاد النظر في مدى الحاجة إليه في هذه المرحلة، التي لم يعد هناك مبرر أن تترك الرقابة للضمير في حالة ندم، بل يجب أن تكون النفس في خوف من الرقابة في حالة غياب الضمير أو حضوره، فلا تسرق ولا تختلس ابتداءً، فهناك من قد تسول له نفسه أن يفهم من فكرة إنشاء صندوق إبراء الذمة أن الاختلاس مشروع. الملاعب ال 11 أيضا هي مشاريع أقرت سابقاً وتحتاج إلى إعادة تفكير، فثلاث مدن أو مناطق تستحق هذه المشاريع الشبابية مثل مكةالمكرمة والشرقية والأحساء، عطفاً على كثرة الأندية أو الكثافة السكانية، وبقية المناطق قد تحتاج بدلاً من الملاعب إلى مشاريع سياحية مثل مدن الألعاب الترفيهية أو المنتجعات السياحية.