أكد عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز عبدالله آل الشيخ، أن الهدنة التي أعلنتها المملكة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين تؤكد بجلاء أن المملكة ليست من دعاة الحرب. وقال في خطبته بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض أمس، إن الحرب التي تخوضها المملكة ضد الحوثيين وأتباعهم ومن أراد أن يعتدي على هذه البلاد، دخلتها مجبرة ومضطرة دفاعاً عن البلاد ونصرةً لإخوانهم في بلاد اليمن، فكلل الله جهود قائدنا وحكومته بهذا الأمر. ولفت إلى أن ما يمر به عالمنا الإسلامي من محن وفتن إنما هو بسبب ترك الحياء، فهل استحى من الله حق الحياء مَن أنعم عليه بالصحة والعافية وأتاه المال والبنين ثم لا يحمد هذه النعمة، فيقابلها بالمعصية فلا يؤدي الصلاة ولا يخرج الزكاة؟ وهل استحى من الله حق الحياء رجال ونساء جاهروا بالمعاصي والمنكرات في أسواقهم وحفلاتهم فلم يستحوا من الله ولم يستحوا من الناس؟ وهل استحى من الله حق الحياء من يشاهد الأفلام الهابطة والمسلسلات الماجنة، ومشاهد عارية أو شبه عارية، مشاهد يستحي الشخص منها؟ وهل استحى من الله حق الحياء نساء خرجن دون رقيب من الرجال خرجن متعطرات مائلات مميلات يتسكعن في الأسواق يرتدين حجاباً يظهر أكثر مما يستر، كم هتكن من فضيلة وأغرين من شاب؟ فهذه المناظر العظيمة سببها ترك الحياء، كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. وهل استحى من الله حق الحياء من يأكل أموال اليتامي بلا حق، ويأكل أموال العمال ثم يماطل مع قدرته على الأداء؟ وهل استحى من الله حق الحياء من يخالط الناس بالحسنى ثم خلى بينه وبين ربه ظهر القبيح؟ وهل استحى من الله حق الحياء من يعامل الناس وأصدقاءه بمكارم الأخلاق ثم يعامل والديه وأولاده وزوجته بالقسوة والجفوة؟ إن الذي حمل هؤلاء على فعل ما فعلوا إنما هو تركهم الحياء، كما جاء في الحديث إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت. ودعا آل الشيخ إلى كل خلق نبيل وحث على كل وصف جميل، ودعا أتباعه والمنتسبين إليه إلى الترفع عن الدنايا والتجافي عن الرذائل، حاثاً الجميع على البعد عن كل ما يقبح الأقوال والأفعال لأن الدين الإسلامي دين الأخلاق الكاملة، تضمنت شرائعه من السمو أعلاه ومن المجد منتهاه، ومن الجمال غايته. وأضاف أن أعظم ما دعا إليه الإسلام هو الحياء، ذلكم لأن الدعوة صفة من صفات الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام: إن لكل دين خلقاً، وخلق الإسلام الحياء، وهو شعبة من شعب الإيمان، وهو كله خير، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر على رجل يعظ أخاه بالحياء، فقال: دعوه فإن الحياء من الإيمان، والحياء والإيمان متلازمان، إذا ارتفع أحدهما ارتفع الآخر، كما قال صلى الله عليه وسلم «الحياء والإيمان قرناء جميعاً، فإذا رُفع أحدهما رُفع الآخر».