أكد عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن عاصفة الحزم جاءت موجهة على الحوثيين وأتباعهم الذين أخلوا بأمن بلاد اليمن ويحاولون الاعتداء على هذه الدولة، فجاء الرد حازما وحاسما لهؤلاء ومن أراد أن يعتدي على هذه البلاد، مضيفا أنه بعدها جاءت الهدنة لتبين وتدلل على أن هذه البلاد ولله الحمد ليست داعية للحرب ولكن وجدت نفسها مجبرة ومضطرة لهذا دفاعا عن البلاد ونصرة لإخوانهم في بلاد اليمن فكلل الله جهود قائدنا - أيده الله - وحكومته بهذا الأمر. وأوصى في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض المسلمين بتقوى الله تعالى حق تقاته، مبينا أن الإسلام دعا إلى كل خلق نبيل وحث على كل وصف جميل، ودعا أتباعة والمنتسبين إليه إلى الترفع عن الدنايا والتجافي عن الرذائل، حاثا الجميع على البعد عن كل ما يقبح الأقوال والأفعال لأن الدين الإسلامي دين الأخلاق الكاملة تضمنت شرائعه من السمو أعلاه ومن المجد منتهاه، ومن الجمال غايته. وأضاف أن من أعظم ما دعا إليه الإسلام هو الحياء، ذلكم لأن الدعوة صفة من صفات الإسلام، لقوله عليه الصلاة والسلام «إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء، وهو شعبة من شعب الإيمان وهو كله خير». وتابع يقول إن الفضيل بن عياض رحمه الله قال «إن من علامات الشقاء قسوة القلب وقلة الحياء»، لافتا النظر إلى أن أعظم الحياء هو الحياء من الله، والحياء من الله منزلته عظيمة. وبين أن من أراد الآخرة أي الفوز بالجنة فعليه ترك زينة الحياة الدنيا، فلا يقع في الحرام ثم يحرم من هذه الجنة التي عرضها السموات والأرض. واستطرد قائلا: «إن ما يمر به عالمنا الإسلامي من محن وفتن إنما هو بسبب ترك الحياء، فهل استحى من الله حق الحياء، من أنعم عليه بالصحة والعافية وآتاه المال والبنين ثم لا يحمد هذه النعمة، فيقابلها بالمعصية فلا يؤدي الصلاة ولا يخرج الزكاة، وهل استحى من الله حق الحياء رجال ونساء جاهروا بالمعاصي والمنكرات في أسواقهم وحفلاتهم فلم يستحوا من الله ولم يستحوا من الناس، وهل استحى من الله حق الحياء من يأكل أموال اليتامى بلا حق». وقال آل الشيخ إنه جاء في الأثر عنه صلى الله عليه وسلم أن الله إذا غضب على عبد نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء صار بغيضا يبغض عباد الله، مضيفا أن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياء، كما جاء في حديث ابن سعيد الخضري رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، ولقد كان صحابته رضوان الله عليهم مقتدين به وسائرين على منهجه النبوي فعن عائشة رضي الله عنها قالت: رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمور دينهن.