سيُرغَم المحافظون أو العماليون في بريطانيا إلى إبرام تحالفات لتشكيل حكومة يمكن أن تتطلب المفاوضات بشأنها أسابيع؛ إذا لم يحصل أي من الحزبين على أغلبية واضحة في الانتخابات التشريعية التي أُجرِيتَ أمس. ولتجنب هذا السيناريو؛ ينبغي حصول أحد الحزبين الكبيرين على نصف مقاعد مجلس العموم ال 650 على الأقل. وفي هذه الحالة غير المرجَّحة كثيراً؛ فإن رئيس الوزراء المحافظ، ديفيد كاميرون، سيبدأ ولاية جديدة من خمس سنوات أو سيستقيل مسلِّماً السلطة لمنافسه الزعيم العمالي إد ميليباند. وما دون ذلك؛ سيكون على المحافظين والعمال إبرام اتفاقات مع أحزاب أخرى للحصول على ثقة البرلمان والتمكن من الحكم. وستطلق مختلف الأحزاب المفاوضات اعتباراً من صباح اليوم الجمعة، علماً بأن الحزب الذي سيفوز بأكبر عدد من المقاعد قد لا يشكل الحكومة إذا لم ينجح في إبرام تحالفات. ويطرح المراقبون أربعة سيناريوهات محتملة للتحالفات هي: سبق أن تحالف هذان الحزبان منذ 2010، وإعادة هذا السيناريو ممكنة، فقد أعلن زعيم الليبراليين الديمقراطيين، نِك كليغ، أنه سيتفاوض أولاً مع الحزب الذي يحلّ في الطليعة. وبحسب استطلاعات الرأي؛ فإن المحافظين يعتبرون الأوفر حظاً للفوز بأكبر عدد من المقاعد. لكن لا شيء يؤكد أن المحافظين والليبراليين الديمقراطيين سيفوزون ب 326 مقعداً في مجلس العموم (النصف زائد واحد). وعند الحاجة يمكن للحزب الوحدوي الإيرلندي الشمالي، الذي قد يحصل على تسعة مقاعد على الأقل ملء الفراغ. في حال فوز المحافظين بعددٍ كافٍ من المقاعد (290 على الأقل كما يتوقع الخبراء)؛ يمكن أن يقرروا تشكيل حكومة أقلية. وفي هذه الحالة سيحكمون بمفردهم، لكنهم سيحصلون على دعم محدد من أحزاب أخرى لتمرير مشاريعهم في البرلمان. ويعتبر الليبراليون الديموقراطيون والوحدويون الإيرلنديون الشماليون من الشركاء المحتملين. كما يبدو حزب يوكيب الشعبوي المناهض للاتحاد الأوروبي حليفاً محتملاً. يمكن لحزب العمال أن يتجه نحو هذا النوع من التحالف الأكثر مرونة وإن كان هشاً. وحتى لو حلَّ الحزب ثانياً خلف المحافظين؛ يمكن له أن يتجاوزهم عبر ضمان أصوات الحزب القومي الأسكتلندي، الذي قد يصبح القوة الثالثة في البلاد. ووعد زعيم العماليين، إد ميليباند، بأنه لن يشكل أي تحالف رسمي مع الحزب القومي الأسكتلندي الذي يعتبر يسارياً أكثر. لكنّ تحالفاً محدداً قد يكون ممكناً إذا كان عدد نواب حزب العمال والحزب القومي الأسكتلندي كافياً لتشكيل أغلبية. يمكن للعماليين الاتجاه نحو الليبراليين الديمقراطيين لتشكيل الحكومة. وعند الحاجة يمكن لهذا التحالف أن يتعزز عبر ضم نواب من حزب الخضر أو حزب ويلز «بلايد» أو حتى الحزب اليساري الصغير «الاشتراكي الديمقراطي العمالي» لتشكيل تحالف متنوع جداً ومخالف جداً للمحافظين.