“مزبلة” .. هكذا أطلق أهل مكة عليها خلال وبعد موسم الحج, فلم تعد الجهود المتواضعة لبلدية مكةالمكرمة قادرة على حمل أطنان النفايات على مدار الساعة, إذ لم تقتصر عملية رمي المخلفات على المشاعر المقدسة فقط -ككل عام- , بل إنها في حج هذا العام ملأت جميع الطرقات والأحياء في مكةالمكرمة الأمر الذي أثار استياء الكثير من أهالي مكة, بل والحجاج أنفسهم, بسبب ما تخلفه تلك النفايات من روائح, وتشويه للمكان, وما قد تتسبب فيه من انتشارٍ للأمراض. “أحمد” أحد أبناء مكة طالب بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة التي تتكرر كل سنة قائلاً: “هناك عدد كبير من الحجاج يبيتون على الأرصفة, ويتركون خلفهم الكثير من المخلفات من بقايا المأكولات والنفايات لأخرى, وأضاف: “أن بلدية مكة -على حد تعبيره- لا تجد حرجاً في بقاء النفايات حتى رحيل الحجيج, وهو الأمر الذي يسبب الكثير من التراكمات للنفايات”. الحاجّة المصرية “آمال” قالت: “لا نملك الحق في لوم البلدية فجهودها مهما تكن لا تستطيع أن تغطي العدد الهائل من الحجيج, وذكرت أن الحل في رأيها هو أن توفر كل بعثة لحجيجها تعليمات وإرشادات للنظافة, تماماً كما تعلمهم مناسك الحج, وتحاسبهم على ذلك, فعلى كل فرد أن يرى أن من مسؤوليته المحافظة على نظافة هذا البلد”. فهد مليباري المتحدث الإعلامي في بلدية مكة من جهته قال: “إن عمل البلدية في موسم الحج يتضاعف بشكل كبير, وأن المشكلة أولاً وأخيراً في تسبب الكثير من النفايات راجعة إلى ثقافة الحجيج نحو النظافة واحترام البلد الطاهر فبالرغم من كثرة الإرشادات التي توفرها البلدية للحاج, وتوفير العديد من الحاويات بالقرب من أماكن تواجد الحجاج إلا أنهم يؤثرون الرمي في الأرض وترك المخلفات وراءهم”, وقال: أنه تم حمل 55.480 طن من النفايات من يوم 1 ذو الحجة و حتى يوم 13 ذو الحجة, مما يدل على الحجم الهائل لكمية النفايات. كما أشار إلى بعض الأرقام قائلاً: أنه قد بلغ عدد العمالة 6500 عامل موزعين في المشاعر المقدسة, وبلغ عدد المعدات 700 معدة إضافة إلى عدد الحاويات الذي بلغ 27000 حاوية.