«لو كان لدي رجل كسعود الفيصل لما تفكك الاتحاد السوفييتي».. هكذا قال رئيس الاتحاد السوفييتي السابق ميخائيل جورباتشوف، قالها عن رجل يعد عميد ساسة العالم، رجل قاد سياسة المملكة العربية السعودية لأربعين سنة مضت، وقد شهد له القاصي قبل الداني في حنكته وحكمته، وقراءته للمواقف السياسية بشكل مستمر أثبتت أنه قارئ للمستقبل وللأحداث قبل وقوعها بشكل جعل وزير خارجية فرنسا يقول عنه إنه « أكبر الساسة في العالم حنكة وحكمة». ليس من معضلة أمامه في السياسة، فأي شيء يريده يحصل عليه حيث يقول ديفيد ميليبند وزير الخارجية البريطاني السابق: «سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد، ومنح السعودية قوة خارجيه لا يستهان بها». إنني عندما حضرت أول مؤتمر لسعود الفيصل وكنت أسعى إلى سؤال هذا العلم لم أكن أشعر بقلق أو توتر لأنني أشعر أنا الذي يراه ويعرفه منذ صغري بل كأن بيني وبينه صلة منذ زمن بعيد، أعتقد أن كل سعودي يشعر بها، كيف لا؟ وهو المألوف لدى الجميع بحديثه الدبلوماسي، وبأسلوبه الذي يختار فيه الكلمات بتؤدة وهدوء ودون انفعال، إلى درجة أن أصبح في قلب كل سعودي وسعودية. إن رجلا كهذا لو فكرت في تكريمه فلن توفيه حقه حتى لو كتبت كتاباً فهو أسطورة السياسة ليس على مستوى العرب فقط بل على مستوى العالم، وشهود هذا كثير على ما يتمتع به من ذكاء متقد وذهنية عالية، وسرعة بديهة تعكس ما يريد قوله، وتوجه من أمامه نحو الدهشة لسرعة البديهة التي يتمتع بها. إن عميد ساسة العالم اختار أن يرتاح بعد معارك كبيرة خاضها مع المرض هذه المرة وليس مع الساسة، فسهل أن يتغلب على قرنائه ، ولكن هذا الطارئ الذي نشأ جعله يفضل الراحة بعد عناء الأربعين سنة التي قضى معظمها متنقلاً بين عواصم ومدن العالم كي يحل معضلة أو يشارك في مؤتمر أو يؤسس لمشروع يخدم بلاده أو يخدم الأمتين العربية أو الإسلامية. لا أستطيع القول إلا شفاه الله وعافاه وامنحوني كسعود الفيصل سأمنحكم قراراً حكيما!