قالت صحيفة "البيان" الإماراتية، لا يختلف اثنان في عالم السياسة، على أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، يعد الشخصية الأكثر حنكة في عالم الدبلوماسية المعاصرة، بما يتمتع به من دراية وخبرة وثقافة أهّلته ليمارس مهام عمله قرابة أربعة عقود مضت، ليحتل بذلك صفة أقدم وزير في العالم دون منازع. وفي تقرير خصّصته الصحيفة للأمير سعود الفيصل، قالت: "رغم الإرث الملكي العائلي الذي يرتبط به الأمير الفيصل، إلا أن ذلك لم يكن كافياً وحده لهذه الإطلالة الأميرية طيلة العقود الماضية كممثل للسياسة السعودية إقليمياً، والعربية في المحافل الدولية، فالفيصل درس وكافح وثقّف نفسه إلى درجة الإجهاد حتى وصل إلى ما وصل إليه من تألقٍ في عالم الدبلوماسية.. فما هي طبيعة حياة الأمير الوزير التي صنعت منه هذه الشخصية الكاريزمية الفذة والمقبولة في عالم السياسة، وكسب من خلالها هذا الاحترام العالمي الذي يندر أن يجتمع لشخصٍ ما". وأضافت الصحيفة: "من يوم تسلُّمه المنصب في 1975 بعد رحيل والده الملك فيصل، ومنذ 37 سنة، أظهر سعود الفيصل، دراية وخبرة منقطعة النظير في جميع الملفات السياسية التي أوكلت إليه في القضايا الخليجية والعربية والدولية، ويعود ذلك، كما أسلفنا، إلى تفانيه في عمله وكثرة اطلاعه وقراءاته، فهو يتقن إضافة إلى اللغة العربية، ست لغات أخرى هي: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية، لأنها اللغات المسيطرة على عالم السياسة والاقتصاد والفكر من ناحية، ومن ناحية أخرى عملاً بقاعدة إن «من علم لغة قوم أمن مكرهم»، وما أكثر الماكرين في عالم الدهاء السياسي والدبلوماسي". نمط غريب للحياة أما نمط حياته فهو غريب حقاً لا لكونه وزيراً فقط، بل لكونه أميراً أيضاً، فمساعدوه في مكتبه الوزاري ينقلون عن تفاصيل يومه ما يدعو لاحترام شخصه بعيداً عن الألقاب، فالوقت بالنسبة إليه «أثمن شيء في العالم»، وإن «ضاعت دقيقة فإن شيئاً ثميناً ضاع معها»، وعدا ذلك فإنه حين يركب طائرته المحلقة في السماء لما لا يقل عن 14 ساعة من دولة لأخرى، يكتفي فيها بنوم يقل عن ساعتين، ويبدو أن عدوه الأول في حياته الشخصية هو «النوم» لا غير، وترافقه دائماً الملفات والقضايا والكتب التي يعتبرها رفيقه ومؤنسه الوحيد في هذا العالم.
القضية الفلسطينية موقفه من قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، لا يختلف كثيراً عن الإرث القومي لأبيه الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز، وهنا، نقتبس من مقال «الإرث المحزن لدبلوماسي سعودي» للكاتب الأميركي مايكل سالكمان في صحيفة «نيويورك تايم» في ديسمبر 1999، أن الفيصل يبوح في أحاديثه مع الدبلوماسيين والكتاب الأجانب ب «خيبة أمل» كبيرة إزاء ما قدّمه العرب والعالم المتحضر للقضية الفلسطينية، وينقل عنه قوله: «لم نر بعد أي لحظة من الفرح في كل هذا الوقت.. لقد شهدنا أزمات وصراعاً فقط، وكيف يمكن أن يكون لديك أي متعة في أي شيء يحدث عندما يكون لديك شعب منكوب مثل الفلسطينيين». قالوا فيه - «سعود الفيصل يعادل اللوبي اليهودي، بل إنه وحده يعتبر «لوبياً سعودياً». كولن باول - وزير الخارجية والدفاع الأميركي الأسبق - «لو كان لديّ رجلٌ كسعود الفيصل، ما تفكك الاتحاد السوفياتي وانتهى». ميخائيل جورباتشوف - آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي - «الأمير سعود الفيصل أكبر الساسة حنكة وحكمة في العالم». برنار كوشنير - وزير الخارجية الفرنسي الأسبق - «سعود الفيصل لا يأبه بأن يفقد وجاهته أو علاقته كما هم الكثيرون. يحب الحق والوضوح». ديفيد ميليباند - وزير الخارجية البريطاني الأسبق