مجموعة الإدارة العربية مجموعة بريدية، أعضاؤها موزعون في دول العالم، يتبادلون النافع من علوم الإدارة. طرحتْ لإبداء الرأي سؤالاً حول أهم صفة يجب أن تتوفر في المدير. وقد استأذنتُ مدير المجموعة لنشر النتيجة، وهاهنا ملخص لأكثر من مائة وخمسين إجابة. لم يكن طلب إبداء الرأي من خلال استبانة بأسئلة محددة وإنما كان سؤالاً مطلقاً، فتعددت الإجابات كثيراً، فحاولت جمعها تحت عناوين مرتبة بحسب أكثرية ورودها. في أعلى القائمة جاءت صفتا القوي الأمين، أخذاً من الآية القرآنية "إن خير من استأجرت القوي الأمين". القوي بمؤهلاته وخبراته وشخصيته وعلمه ومهاراته وجَلَده وصبره وحماسه وبعد نظره، والأمين نحو المنصب والمنشأة والرؤساء والمرؤوسين والعملاء والمراجعين والمورِّدين والأموال والأرزاق والأعراض والأسرار، والأمين على حدود الله في التعاملات كلها. وبشكل موازٍ ذُكرت صفة الصدق في النوايا والأقوال والأفعال. وجاء بعد ذلك صفة القيادة، متضمنة التأثير وحسن التخطيط والنظرة الثاقبة مع الحزم وعدم التردد والقدرة على اتخاد القرارات الحاسمة في الوقت المناسب بكل شجاعة من أجل تحقيق الأهداف، إضافة إلى القدرة على إدارة الأزمات والحسم والإقدام على التغيير في الوقت المطلوب، وهذا يتطلب القدرة على تحليل المواقف والأحوال والتفكير خارج الصندوق. وبالتالي جاءت صفات الذكاء والخبرة والحفظ والعلم وسعة المعرفة والاطلاع على قدر المساواة مع سابقاتها. وفي مجال التعامل مع المرؤوسين جاء في المقدمة صفات العدل والإنصاف والمساواة في معاملة الجميع بلا تفرقة وبلا محاباة وبلا تحيز، وتطبيق مبدأ الأجر المتكافئ. وتلا ذلك صفة القدوة الحسنة للموظفين من ناحية التنظيم والدقة واحترام المواعيد واحترام الآخرين والقدرة على التأثير في المرؤوسين، إضافة إلى القدرة على اكتشاف طاقاتهم وتوظيفها ووضع كل واحد في المكان المناسب، مع القدرة على (القيادة بحب) لخلق الولاء لدى العاملين. وهذا يتطلب إتقان مهارات الاتصال (التواصل) الفعال بكل صوره، المباشر والهاتفي والإلكتروني، شاملاً التواصل مع مرؤوسيه ورؤسائه وعملائه ومنافسيه، فوجب أن يكون حليماً وصبوراً ومستمعاً جيداً، إضافة إلى إجادته أسلوب الحوار والتعامل بلين وإيجابية وحكمة وحسن تصرف، وأن يكون متقبلاً لوجهات نظر الآخرين ومشاركاً لهم في اتخاذ القرار. ومن الصفات الأخرى التي ذُكرت الأخلاق الحسنة، ومخافة الله، وفهم الآخر، وحسن الاستيعاب، والتسامح، والوعي، والنزاهة، والشفافية، وعدم الازدواجية، والقدرة على التنظيم، وإدارة الوقت، والإخلاص في العمل، والإحاطة بإدارته، وأن يحوز على ثقة مرؤوسيه واحترامهم، وأن يكون واثقاً من نفسه قبل ذلك. وتبع ذلك صفة التوازن بين مصلحة المؤسسة ومصلحة العاملين فيها. ومن الأمور المساعدة له المعرفة العميقة لنفسيات الناس، أي إجادة الفراسة كما تُسمى لغة العرب. وأخيراً وليس آخراً ذُكر وضوح الرؤية واتساعها والإبداع في العمل ونقل الخبرة لمن هم دونه وإعطاء كل ذي حق حقه واستخدام مبدأ التغافل. كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز [email protected]