في إشارةٍ إلى بدء قوات بحرية الانخراط الفعلي في عمليات «عاصفة الحزم»؛ قال سكان في عدن (جنوب اليمن) إن سفناً حربية يُعتقَد أنها مصرية قصفت مواقع لقوات موالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح أثناء محاولتها التقدم صوب المدينة، في وقتٍ حمَّل وزير الخارجية اليمني جماعة الحوثي المسؤولية عن سقوط 45 قتيلاً داخل مخيم للنازحين شمال البلاد. ورجَّح سكان في عدن أن تكون السفن التي قصفت المتمردين أمس تابعة للقوات المسلحة المصرية. وكانت القاهرة أعلنت الخميس الماضي أنها ستشارك في «عاصفة الحزم» بسلاحي الجو والبحر مع احتمالية المشاركة بسلاح البر إذا لزم الأمر. في الوقت نفسه، أطلقت قوات شبه عسكرية موالية للشرعية في عدن صاروخين على عسكريين متمردين موالين للرئيس السابق كانوا يحاولون التقدم إلى المطار الدولي شرقاً، كما قال مسؤول عسكري موالٍ للرئيس عبد ربه هادي. وذكر المسؤول أن 7 متمردين موالين لصالح قُتِلَوا، ولفت إلى انتماء المهاجمين إلى لواء المجد الذي وصل إلى عدن قادماً من منطقة البيضاء (وسط). وكانت مصادر أفادت بأن المقاتلين المتمردين تقدَّموا أمس صوب الضواحي الشمالية الشرقيةلعدن وسط اشتباكات عنيفة مع المناهضين لهم. وذكرت هذه المصادر أن نيران المدفعية والصواريخ قصفت مشارف المدينة بعدما شنَّ الانقلابيون هجوماً جديداً من ناحية الشرق على طريق ساحلي مطل على بحر العرب. وسمع شهود في المدينة دوي انفجارات قوية ورأوا عمود دخان كثيف وطائرة تحلق فوق المتمردين. وقُتِلَ أكثر من 100 مقاتل، من الحوثيين والمناهضين لهم، في عدن منذ الخميس الماضي خصوصاً في معارك للسيطرة على المطار الدولي للمدينة. واستولى المتمردون الجمعة الماضية على المطار قبل أن يستعيده الموالون للشرعية. في غضون ذلك، أعلن مسؤول محلي أن 8 مدنيين قُتِلوا أمس في سقوط صواريخ أطلقها المتمردون على مدينة الضالع شمال عدن. وأفاد المسؤول المحلي بأن القوات الموالية للتمرد على الشرعية أطلقت صواريخ على المدنيين في الضالع ما أسقط 8 قتلى بينهم طفلان إضافةً إلى عشرات المصابين، متهماً هذه القوات بالانتقام من المدنيين على مقاومة السكان المحليين محاولاتها التمدد. وفي مدينة الحديدة الواقعة على ساحل البحر الأحمر؛ ذكر متظاهرون أن مسلحي جماعة الحوثي وجنوداً موالين لصالح اعتدوا أمس على مظاهرة طالبت بخروجهم من المحافظة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وقال متظاهرون إن قتيلاً على الأقل سقط وإن 17 متظاهراً أصيبوا بجراح بعد إطلاق الحوثيين الرصاص عليهم، وأوضحوا أنهم خرجوا في مظاهرة تطالب بطرد الجماعة المتمردة من المحافظة وتؤيد «عاصفة الحزم». ونقل الموقع الإلكتروني «المشهد اليمني» عن شهود عيان قولهم إن «المسلحين الحوثيين استخدموا الرصاص الحي والهراوات ضد المتظاهرين وقاموا باختطاف البعض منهم جرحى، ومنعوا سيارات الإسعاف من الوصول إليهم». من جهته، أعلن وزير الخارجية اليمني الموجود حالياً في الرياض، رياض ياسين، أن الحكومة الشرعية لم تجر أي اتصال بالحوثيين منذ بدء عملية «عاصفة الحزم» فجر الخميس الماضي. وحمَّل ياسين، في تصريحاتٍ صحفية، المتمردين المسؤولية عن مقتل 45 شخصاً أمس داخل مخيم المزرق للنازحين الواقع في محافظة الحجة شمال غرب بلاده. وقال إن الانفجار الذي وقع في المخيم لم تتسبب فيه قوات «عاصفة الحزم» وإنما قصفٌ مدفعي من المتمردين، وشدد على عدم وجود علاقة بين الحادث والعمليات العسكرية العربية. من جهتها، أجلت الصين أمس 449 شخصاً بالإجمال من رعاياها ورعايا 6 دول أخرى من اليمن، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة. يأتي ذلك بعد يومٍ واحد على إجلاء 122 صينياً وصلوا إلى جيبوتي وسيعودون منها إلى بلادهم. وأفاد بيان لوزارة الدفاع الصينية بأن «سفناً تابعة للجيش الصيني – منتشرة في منطقة خليج عدن والمياه الإقليمية الصومالية حيث تقوم بمهمات لمكافحة القرصنة- أُرسِلَت إلى اليمن أمس الأول للقيام بإجلاء الرعايا». وذكرت صحيفة «غلوبال تايمز» المطَّلعة عادةً على الشؤون العسكرية أن الأمر يتعلق بفرقاطتين مزودتين بقاذفات صواريخ وبسفينة تموين تابعة للبحرية الصينية. ووفقاً للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونينغ؛ فإن دبلوماسيين صينيين «يبذلون كل ما بوسعهم لإجلاء أشخاص آخرين بقوا في اليمن». ونقلت وسائل إعلام صينية عن سفير بكين في صنعاء أن «590 صينياً كانوا يعيشون في اليمن». بدورها؛ أجلت إندونيسيا أمس 90 من رعاياها في حافلة إلى الحديدة شرق اليمن «حيث نُقِلوا منها إلى السعودية وسلطنة عمان»، كما أعلنت وزارة الخارجية في جاكرتا. ويعيش أكثر من 4 آلاف إندونيسي في اليمن معظمهم من الطلاب أو العاملين في قطاعات النفط والغاز.