حلّ المهندس السعودي، صبحي بترجي، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة مستشفيات السعودي الألماني، ضيفاً على أولى حلقات برنامج «صُناع الثروة» عبر قناة روتانا خليجية مساء الثلاثاء، حيث دخل معه فريق البرنامج زوايا من حياته لم يسبق أن كشفها من قبل. البترجي الذي يُعد من أهم رجال الأعمال السعوديين المستثمرين في القطاع الصحي، يعتبر أن ثروته تنقسم بين عمله ومؤسساته وبين ثروته الحقيقية التي هي أبناؤه. ومن مكتب ابنه الأكبر مكارم، بدأ الحوار ضمن برنامج يقدم دروساً مجانية إنما لا تقدر بثمن، لكافة الطامحين للنجاح وللمستثمرين الشباب في المجتمع السعودي، حيث تقصّد البترجي بدء الحلقة من هناك ليوجه رسالة فحواها أن ترك حرية الخيار والاختيار للشباب يعطيهم مجالاً واسعاً للتألق والإبداع، وهذا ما اعتمده هو من استراتيجية مع أبنائه. ومن جدة، اعترف البترجي أنه لا يملك مكتباً، فالنجاح لا يحتاج لمكان محدد وأن ديناميكية العمل في أيامنا هذه باتت تحتم حركة مستمرة. وقد يكون عملك التجاري في المجال الصحي وتقديم الرعاية للمرضى معادلة معقدة وحساسة، وما ساق المهندس صبحي بترجي إلى أن يحول استثماراته في مجال البناء والكهرباء المتوافقة مع دراسته، إلى إنشاء المستشفيات وتشغيلها هو دفعٌ من والدته وتمنيها إنشاء مستشفى، إضافة إلى تخصص أخيه خالد بمجال الطب في ألمانيا وقد توافقا يومها مع بدء انحدار أسعار البترول في أوائل الثمانينيات. وبالرغم من اكتشافه أن موضوع الصحة والمستشفيات هو صعب مقارنة بالسوق العقاري الذي هو متآلف معه، قال إنه يختار المجال الصحي والعمل فيه دون تردد. وفي حديث حول تدخله في التفاصيل قال البترجي، إن المدير الناجح يكون كالنسر يراقب من بعيد بحدّة بصر لينزل أحياناً إلى أدنى التفاصيل فيعالجها ويرتفع من جديد. ومن توسيع الآفاق من المستشفيات إلى التعليم، قال البترجي إن هدفه إنشاء 30 مستشفى حول العالم العربي، من هنا جاء إنشاؤه كلية «البترجي» الطبية ليواجه مشكلة الوظائف وليكون الطلبة الأساس لهذا الجسم الطبي، وليكون خريجو الكلية نواة المستقبل ومن خادمي وطنهم. كما يعتبر البترجي أن ما ينقصنا للوصول إلى المستويات العالمية هو الدعم والاستفادة من القطاع الخاص، وخلال حديثه شدد على مبدأ النظام، وأضاف أن كل من يعمل لديه يتشرب ثقافته وثقافة مجموعته، وأنه لا يسامح عادة عند ثبوت الخطأ. اصطحب الضيف في الجزء الثاني من البرنامج مقدم البرنامج، صالح الثبيتي إلى بيت البحر الخاص بعائلته في جدة، الذي اشترى أرضه ب 5 ملايين ريال منذ 30 سنة، وقال إن هذا البيت زاد من ترابط العائلة والتفاعل بين أفرادها. يعتقد المهندس أن استمرار العمل لا سيما العمل ضمن العائلة هو قائم أولاً وأساسا على التواصل بشفافية، خصوصاً عندما تكبر العائلة ويزيد أفرادها، وقال إنه يتناقش مع أخيه كل 3 أشهر في جلسة مقفلة طوال 3 أيام في كافة المواضيع بكل شفافية، وهذا يبقي أواصر التواصل محكمة وقوية. أما في منزله الأساسي في جدة فقد انعكست شخصيته القيادية على مستوى عائلته الصغيرة أيضاً، حيث حدد لهم رسالة وهدفا يردده كافة أفراد العائلة. وفي المنزل تطرق إلى مواضيع عدة منها الحلول العملية للشركات العائلية، ونادى بسوق مالي ثانوي خاص بهذه الشركات، يمكّنهم من الحصول على موارد إضافية للنمو، والاستمرار للوصول إلى إمكانية طرحهم في سوق المال الرئيس كما هي الحال في لندن، كما أوصى بإيجاد وزارة خاصة بهذه الشركات. «المملكة العربية السعودية في نمو اقتصادي غير عادي» هذا ما رآه البترجي الذي له فلسفته الخاصة بالأحداث، لا سيما تلك التي تساهم في الوصول إلى الأهداف، ومنها على حدّ قوله المحركات التجارية والمحركات السياسية التي تحرك شعوبا بأكملها لتحقيق أهداف الدولة، إضافة إلى الأهم وهو المحرك الروحي الذي جاء به «سيد البشر»، الذي يمكن استخدامه في المنظمة للارتقاء بها. أما عن غاياته الشخصية فقال، إن أحد أهدافه هو الحصول على جائزة نوبل، ومن هنا جاءت ترجمته لكتاب حول كيفية الحصول على هذه الجائزة، ليجعلها بالتالي متاحةً للجميع خصوصاً للسعوديين، الذين لا ينقصهم من ثقافة أو اندفاع وإبداع.