على أنغام «الجسيس»، برزت خيمة «الليالي الحجازية» كأقوى الفعاليات تصدراً للمشهد في مهرجان كلنا الخفجي الثالث والمقام حالياً في كورنيش المحافظة، حيث يستقبل «الجسيس» الزوار بموال يطرب مسامعهم بتبهيلاته الحجازية الأصيلة، كما يسقيهم «الزمزمي» ويروي عطشهم ب «ماء زمزم»، وسط زوايا ومكونات البيت الذي يحتوي على طابع تراث حجازي أصيل، يجعل الزائر يعيش وكأنه في قلب الحجاز. وقال أيمن محمد العبالي، الذي يقوم بمهام عمدة البيت الحجازي وتولى مهمة الشرح والتعريف بالخيمة، ل «الشرق» إن فكرة البيت الحجازي تعود لمحمد العطاس وتهدف إلى خدمة التراث والموروث الحجازي من خلال التعريف به وإيصاله إلى شتى أنحاء المملكة، مبينا أن عدد العاملين في البيت يبلغ 8 أشخاص يشرفون على 7 أركان رئيسة خلاف الأركان الخاصة بالأكلات الشعبية وعددها 5 أركان، وكذلك الأركان الخاصة ببعض غرف المنزل الحجازي القديم كالمجلس وغرفة النوم «المبيت»، والمطبخ «المركب»، ودورة المياه «بيت الماء». وأكد أن البيت الحجازي حرص على جمع أكبر عدد ممكن من التراث الحجازي في موقع واحد بفكرة «تراث الحجاز تحت سقف واحد»، ومن ذلك ركن النحاس، والكتاتيب، والبقال، والمنجد، والخواص، ومركاز العمدة، والسبحي، والعطار، والأكلات الشعبية، مُبيناً أن البيت الحجازي يقدم عددا من الأكلات الشعبية القديمة التراثية التي لا زالت مطلباً وضرورة لدى إنسان الحجاز لأنها ارتبطت به منذ قديم الزمان. وذكر العبالي أن الأكلات الشعبية الحجازية كثيرة ولذيذة ومنوعة، وحرص البيت على تقديم أبرزها وليس كلها كالفول والبليلة واليغمش والمنتو والسنبوسة والفرموزة، أما المشروبات فهي: الشاي بالنعناع والحبك «الحبق»، والقهوة الحجازية، والشوربيت والسوبيا والشملولة، إلى جانب الحلويات وتشمل حلاوة لدو، ولدو زمان، وعين الجمل، ودبيازة، وششني، ومشبك، ونارجين، ومفروكة، وزيت سمسم، وكدادة، وسمسم محمص، ولبنية بالهيل، ولبنية بالفستق، ولبنية سادة، وسمسم محمص وغيرها. وأشار إلى أن الفلكلور الحجازي غني بالتنوع كالسمسمية والخبيتي والمجرور والمجس، والفرعي والحدري والزومال والينبعاوي والدانة وغيرها. الجسيس: الذي يؤدي موالات ويجس نبض الناس ومدى تفاعلهم معه. المركاز: مكان معروف يتخذه عمدة الحارة مقراً له. الزمزمي: الذي يسقي الناس ماء زمزم. العمدة كان طوال الجولة يتجاوب مع نداءات زملائه العاملين في الأجنحة بلغة حجازية جميلة أدهشت الحضور. الابتسامة والكلمات الترحيبية الحجازية كانت تسبق الزائر قبل وصوله إلى أي جناح في البيت الحجازي. الجسيس بندر محروس كان يقوم باستقبال الزوار بماء زمزم البارد ويرنم أسماعهم بموالات ومجسات وابتهالات حجازية رائعة. الزمزمي لم يتوقف عن سقيا الزوار بالماء البارد.