حظيت القرية الحجازية المقامة على أرض مهرجان الوفاء الثامن بسيهات باهتمام الزوار من داخل وخارج المنطقة وذلك لما تحتويه من أركان تراثية متزينة بالرواشين العريقة، بوجود بعض الشخصيات التي تؤدي أدوار أهل الحارة الحجازية خلال حقبة من الزمن الماضي تمثل المهام التي كانت تقوم بها في ذلك الحين وتعرض بعض الرقصات الشعبية مثل المزمار والينبعاوي والمجسات الترحيبية، وتزاحمت أزقة قرية الشرقية بتوافد الزوار ومشاهدة الصناعات الحرفية والتحف القديمة وتقديم الأكلات الخليجية. وقال أحمد الغامدي الذي قدم من محافظة الجبيل للاطلاع على فعاليات المهرجان: إن جميع الفعاليات تستهدف جميع الأعمار والاهتمامات، وتركز على الجانب التراثي والصحي والثقافي والترفيهي، وقال أيضًا: أدهشتني القرية الحجازية وكأني انتقلت من شرق المملكة إلى غربها في دقائق معدودة، حيث يجلس عمدة الحارة ويرحب بالزوار بطريقته الخاصة، ويقدم الضيافة كما كانت في السابق، ويشرح لنا أقسام البيت الحجازي القديم الذي يتميز ببساطته والارتياح فيه وأُعجب الغامدي بالأهازيج التي تدوي في أرجاء القرية والتغني بالكلمات الترحيبية على شكل مجسات ينبعاوية وعروض المزمار المستمرة. ويقدم الجسيس الحجازي بندر مواويله الشجية المصاحبة لفعاليات المهرجان والتي حرص على أن تكون متنوعة ما بين اللون المدني والينبعاوي والمكي والساحلي، وعرض بعض الألوان الخاصة بحفلات الزفاف والمآدب الكبيرة، ويستعرض بندر بصوته الشجي المقامات بما يعرف بالمجسات وهي فن من فنون الموال الحجازي مكون من بيتين أو أربعة أبيات أو سبعة وربما أكثر، ويبدأ من مقام معين ثم يتمشى في مقام آخر. ليعود إلى نفس المقام بحسب إمكانية صوت المؤدي وتمكنه من التعامل مع المقامات بيسر ومرونة، والمجس الجساس أو الجسيس هو المنشد الذي كان يؤدي أناشيد الزيارة للمدينة المنورة، أو الذي يقوم بالإنشاد في الأعراس والتي تسمى بعقود القران، و (الملكة) والذي يقوم فيها الجسيس بمديح العروسين والدعاء لهما في ليلة عقد القران أو ليلة الزواج، وهذا هو المعنى المتعارف عليه لكلمة جساس أو جسيس. وذكرت المشرفة على القرية الحجازية هناء العلي أن ديكورات القرية أخذت بدراسة دقيقة من الأحياء القديمة في مدينتي جدة ومكة المكرمة، تحاكي الواقع التراثي بصفة خاصة وتبرز الهندسة المعمارية التي يتميز بها الساحل الغربي من المملكة، وذلك بإبراز الرواشين الخشبية والطوب الحجري، إضافة إلى إطلاع الزائر على بعض المهن كدكان العطار ومايحتويه من زيوت وأعشاب شعبية طبية خاصة وأن العطار في ذلك الزمان كان بمقام الطبيب في الزمن الحالي، كذلك يوجد في القرية دكان عم صدقة ودكان المسبحي ودكان عم صالح، والمطعم الحجازي المشهور بالأكلات الشعبية مثل المنتو واليغمش والفرموزا والبليلة. وأضافت العلي: أضفنا على القرية بعض الكوادر التي تمثل أدوار أهل الحارة القدماء كالعمدة الذي يقوم بدور القاضي بين سكان الحارة والمسؤول عن أمور الأهالي، والمكان الذي يستقبل فيه الأهالي والزوار المسمى بالمركاز، كذلك الزمزمي أو السقا المشتهر بتوزيع ماء زمزم، وكشفت العلي عن أن التكلفة المادية في تجهيز القرية بلغت 300 ألف ريال. وأكد أحمد الهمل المدير التنفيذي للمهرجان والذي أشرف على بناء القرية التراثية أن عدد الحضور للقرية تجاوز خلال اليومين الماضيين حاجز العشرة آلاف زائر والعدد طوال أيام إقامة الفعاليات سيكون في تزايد وإن إدارة "مهرجان الوفاء" نجحت هذا العام في تحقيق الأهداف التي تم وضعها للحفاظ على الموروث الشعبي من خلال البرامج الثقافية والتراثية، ما انعكس على مستوى الإقبال المتزايد من الجمهور الذي احتشد داخل موقع الفعالية وأوضح أن بناء القرية استغرق قرابة العشرين يوما استخدم في بنائها الطين وجذع النخل فيما تم تغطية السقف بسعف النخيل، وتم هذا العام تغيير القرية التراثية وتقسميها إلى جناحين: شرقاوي وحجازي، فالنسبة للجناح الشرقاوي جعل على شكل سوق القطيف الشعبي خصص له 16 ركنا تعرض فيه المصنوعات والحرف اليدوية والقهوة الشعبية كما يضم العاب الأطفال القديمة وعرضا لصورة سيهات منذ عام 1360ه وكذلك التحف والقطع الأثرية النادرة، ويشارك في الجناح الشرقاوي فرق شعبية تقدم عروضا فنية وأغاني فلكورية شعبية وصوت النهام، وتحدث الهمل عن دور هيئة السياحة والآثار ودعمها ومساندتها للحفاظ على الموروث الشعبي بمشاركتها في الجناح الشرقي من خلال مشروع "بارع" والذي يعتبر المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية قدم للصغار والكبار من الزوار معلومات مفيدة وشرحَ طريقة البناء بالطين.