تقدِّم الولاياتالمتحدة منذ السبت الماضي دعماً عبر طيران الاستطلاع للقوات العراقية التي تحاول استعادة تكريت، في وقتٍ ذكر دبلوماسي غربي أن حكومة العراق على وشك مطالبة التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية للمعاونة في استرداد المدينة مشبِّهاً التعاون العسكري المرتقب بين التحالف والإيرانيين بالتعاون بين الحلفاء الغربيين والسوفييت ضد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. ويوجِّه التحالف الدولي منذ أغسطس الماضي ضربات لمواقع وتجمعات مسلحي «داعش» في العراق، لكنه لم يشارك بضربات في عملية استعادة السيطرة على تكريت. وقال مصدر عسكري في التحالف إن «الولاياتالمتحدة بدأت تقديم دعم استطلاعي يشمل معلومات استخباراتية في 21 مارس الجاري بناءً على طلب الحكومة العراقية». في السياق نفسه، أفاد دبلوماسي كبير من دولة غربية عضو في التحالف بأن بغداد «على وشك أن تطلب توجيه ضربات جوية في الهجوم الذي يستهدف استعادة تكريت». وإذا قُبِلَ الطلب فإنه سيعتبر أكبر تعاون حتى الآن ضد «داعش» بين القوات العراقية والفصائل المسلحة المدعومة من إيران ومسستشاريهم الإيرانيين على الأرض من جهة والتحالف من جهة أخرى. ولم يصدر تأكيد فوري من حكومة حيدر العبادي بشأن الطلب، الذي أكد دبلوماسيون أنه سيُقابَل بشكل إيجابي. وذكر الدبلوماسي، الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه «فور تلقِّينا الطلب سنفعل أي شيء يُطلَب منَّا». ويشارك أكثر من 20 ألف جندي من الجيش العراقي والفصائل المسلحة الموالية له في حملة استعادة تكريت، التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع قبل أن تتوقف منذ نحو أسبوعين بسبب خسائر بشرية كبيرة لَحِقَت بالقوات المهاجِمة على أطراف المدينة الواقعة على بعد 160كم شمالي العاصمة. وكان الجيش العراقي قد ضغط من أجل شن قوات التحالف هجمات جوية خلال الحملة في الوقت، الذي أبدت فيه الفصائل المسلحة المشارِكة في المعركة اعتراضها على مثل هذه الخطوة. وكان «داعش» قد سيطر على تكريت مسقط رأس صدام حسين في الأيام الأولى من هجومه المباغت على شمال العراق في يونيو الماضي. وإذا استعادتها الحكومة فستكون تلك أول مدينة تُستَردّ من مسلحي التنظيم، وسيعطي ذلك بغداد زخماً لمرحلة محورية في الحملة؛ وهي استعادة الموصل أكبر مدن الشمال. وتثير مشاركة إيرانيين في العمليات النظامية مخاوف داخلية وخارجية، لكن المصدر الدبلوماسي رأى أن «الإيرانيين الذين يقاتلون بجانب التحالف ليسوا شيئاً سيئاً»، مشبِّهاً التحالف الأمريكي- الإيراني المحتمل ضد تنظيم الدولة بقتال الحلفاء الغربيين والسوفييت ضد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية. وكان أبرز ضابط في الجيش الإيراني قد شوهد في ساحة القتال خلال هجوم تكريت هو قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني.