أرسل الحوثيون أمس تعزيزاتٍ عسكرية جديدة أمس إلى جنوب اليمن مصعِّدين من ضغوطهم على مدينة عدن التي لجأ إليها الرئيس عبدربه منصور هادي، فيما سُجِّلَت اشتباكات بينهم وبين مسلحي القبائل المناهضة لهم. وقالت مصادر محلية وعسكرية إن الحوثيين نقلوا «حوالي 5 آلاف رجل و80 دبابة إلى منطقة القاعدة» في محافظة إب القريبة من مدينة تعز (جنوب غرب) التي تعد بوابة عدن. وتمركزت هذه التعزيزات في مدارس بلدة القاعدة التي تبعد حوالي 30 كيلومتراً شمال شرق تعز؛ والتي تظاهر الآلاف من سكانها أمس أمام معسكر لقوات الأمن الخاصة الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح للمطالبة برحيل المسلحين الحوثيين عن مدينتهم. وكان الحوثيون أطلقوا أمس الأول النيران على المتظاهرين في المدينة ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 5 آخرين. بالتوازي؛ أوضحت مصادر أمنية وقبلية أن اشتباكات دارت ليل الأحد- الإثنين بين مسلحين قبليين وآخرين من جماعة الحوثي كانوا ينقلون تعزيزات عسكرية إلى محيط تعز التي سيطروا على مطارها ويحاولون السيطرة عليها بشكل تام. و«واجه الحوثيون مقاومة شديدة من القبائل في هيجة العبد والمقاطرة الواقعتين جنوب تعز باتجاه عدن ما دفعهم إلى التراجع» بحسب المصادر.وتعد تعز، وهي من أكبر مدن اليمن، بوابة عدن التي لجأ إليها هادي في 21 فبراير الماضي بعد سيطرة المتمردين على صنعاء، ويعزز وصول المتمردين إليها مخاوف من انتقال القتال إلى مشارف عدن التي باتت عاصمة مؤقتة للبلاد. وانتشر حوالى 300 مسلح حوثي بثياب عسكرية في حرم مطار تعز أمس الأول، فيما قامت مروحيات بنقل تعزيزات عسكرية من صنعاء الواقعة على بعد 250 كيلومترا شمالاً، بحسب مصادر ملاحية. من جهته، زار وزير الدفاع اليمني، محمود الصبيحي، الذي انشق عن الحوثيين والتحق بالرئيس اليمني في عدن؛ أمس مواقع القوات الموالية للرئيس في منطقة كرش على الحدود بين محافظتي تعز ولحج الجنوبية.وحض الوزير القوات المنتشرة في المكان على «التصدي لأي محاولة لتقدم الحوثيين»، بحسب مصادر شيوخ قبليين كانوا يرافقون الوزير في جولته.ويحظى الحوثيون المدعومون من قبل إيران؛ بإسناد على الأرض من القوات الموالية للرئيس السابق الذي يحتفظ بنفوذ كبير في المؤسسة العسكرية رغم تنحيه عن الرئاسة في عام 2012 بعد 33 سنة في السلطة. إلى ذلك، تبنى تنظيم «داعش» أمس إعدام 29 عنصراً من قوات شرطة النجدة في محافظة لحج الجنوبية التي أعلنها ثاني «ولاية» له في اليمن بعد صنعاء؛ في مؤشر على النشاط المتزايد للتنظيم المتطرف في هذا البلد. على صعيد آخر، أصدرت «اللجنة الثورية» التابعة للحوثيين والممسكة بزمام السلطة في صنعاء؛ قراراً يسمح لنائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى، علي سالم البيض، بالعودة إلى البلاد.ونص القرار على أن «يُمنَح على سالم البيض جواز سفر دبلوماسي بصفته نائباً سابقاً لرئيس الجمهورية».والبيض مُتَّهَم من قِبَل خصومه بتلقي الدعم من إيران.