إنّ ضَمير الياء المتصلة هُنا تعود لروح القدس للهِ عز وجل، وما الروح التي تبث الحياة فينا إلا تجلٍّ لجمال القدس الإلهي. هُناك مَن يحيا بِهذهِ الروح فَيعيشُ حيّاً، وهُناك مَن يزداد طينهُ وحلاً، فيزداد ثقلهُ، وانجذابه للأرضِ، فَيعيش دونما حَياة! وكم هو الفرق كبير بين أن تحيا، وبين أن تعيش! المعيشة مهما ارتفعت، أو انخفض مستواها تبقى لحد ما بمقدور الجميع من المخلوقات. فهي على مستوى الإنسان تشمل المسلم، والكافر، وعلى مستوى الحيوان تشمل الطاهر، والنجس، وعلى مستوى النبات تشمل كل نبتة تهيأت لها الظروف من أوكسجين، وماء، وضوء شمس وتربة للزراعة، ولكن الحياة اختّصت بها فئة معينة ممَّن شاء الله أن يختصّهم برحمته، فهل تسعى إلى أن تكون واحداً منهم، مِمَّن تجازوا العيش ليقرروا الحياة؟ كلمّا خفّ ثقلك ازددت حياة، وكلما ازداد ثقلك ازددت طيناً، ووحلاً! وقد يكون الثقل نتيجة ذنوب متراكمة لا توبة لها، أو طعام زائد لا حاجة للجسم به، أو حب مترسِّب لم يُوجد الله فيه. تخلّص من كل تلك الأثقال فالأجسام الثقيلة لا تُحلّق، لا تسمو، لا تطير، تبقى عالقة هنا على هذه الأرض، لا تصلُ إلى السماء.