قالت مصادر إعلامية إنه تم إخلاء القصر الرئاسي مقر إقامة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بمحافظة عدن، وذلك بعد تعرضه لغارات جوية من قبل طائرات حربية من سلاح الجو الذي سيطر عليه الحوثيون وأقلعت من قاعدة الديلمي بالعاصمة صنعاء، بحسب ما أكد موقع المشهد اليمني. وقال الموقع إن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من القصر بعد القصف، فيما ردت المضادات الأرضية مجبرة الطائرة على الانسحاب. من جهة أخرى، أعلن محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور، أمس إنهاء تمرد قائد قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي) المقال، العميد عبدالحافظ السقاف. وكشف ابن حبتور عن سقوط 13 قتيلاً و21 جريحاً من الطرفين جراء الاشتباكات، التي اندلعت في وقت مبكر صباح أمس بين قوات الأمن الخاصة وقوات الجيش المسنودة باللجان الشعبية بحسب ما ذكر موقع المشهد اليمني. وأفادت مصادر بأن قائد القوات الخاصة عبدالحافظ السقاف سلم نفسه لمحافظ لحج أحمد المجيدي بعد ما سيطر الجيش واللجان الشعبية على مطار عدن ومعسكر القوات الخاصة في محافظة عدن. وحلقت الطائرة مرة أولى فوق القصر الرئاسي في المعاشيق، حيث كان الرئيس هادي موجوداً، إلا أن الضربة التي نفذتها أصابت تلة قريبة بحسب المصادر الأمنية. وذكر مسؤول أمني أن «الطائرة أطلقت طلقتين دون أن تصيب القصر الرئاسي ولم يسفر ذلك عن أي ضحايا». ولم تتضح خلفية الغارة إلا أن المصدر قال إنها «رسالة للرئيس هادي». وقد حلقت طائرة مرة أخرى فوق القصر الرئاسي دون أن تطلق أي ضربات، فيما ردت المضادات الأرضية مجدداً. وأكد مصدر أمني من الرئاسة اليمنية أنه «تم إجلاء الرئيس هادي إلى مكان آمن وهو لم يغادر البلاد». وفي الأثناء، سجلت معارك عنيفة بين قوات الأمن الخاصة، التي يقودها العميد عبدالحافظ السقاف من جهة ومقاتلين موالين للرئيس هادي من جهة أخرى منذ مساء الأربعاء، دارت خصوصاً في محيط مطار عدن. وانتهت المواجهات باندحار قوات السقاف وتوجهه إلى محافظة لحج، حيث سلم نفسه إلى محافظ المحافظة بحسب مصادر أمنية. وكانت اشتباكات بين قوات السقاف الرافض لقرار إقالته والموالي للحوثيين، ومقاتلي اللجان الشعبية الموالين للرئيس اليمني في محيط مطار عدن الدولي (جنوب) وفي وسط المدينة أدت إلى سقوط ما لا يقل عن سبعة قتلى من قوات الأمن الخاصة وأربعة من اللجان الشعبية إضافة إلى عشرات الجرحى من الجهتين، وفق حصيلة من مصادر أمنية. والاشتباكات، التي اندلعت ليل الأربعاء في محيط المطار امتدت قبل الظهر إلى داخل حرم المطار، وفق ما أفاد شهود. وقد تدخلت قوات من الجيش موالية لهادي لمساندة اللجان الشعبية. وقالت مصادر ملاحية وفي الشرطة إن القوات الخاصة تمكنت لفترة من السيطرة على أجزاء من المطار من الجهتين الشرقية والغربية فيما بقي القسم الأكبر من المطار بما في ذلك المدرج تحت سيطرة اللجان الشعبية. إلا أن اللجان الشعبية تمكنت مع القوات الموالية للرئيس اليمني في النهاية من السيطرة على المطار وتراجعت قوات الأمن الخاصة إلى مواقعها. وقال شهود عيان إن دبابات ومصفحات خرجت في وقت من القصر الرئاسي بحي كريتر، وأخرى من القصر الجمهوري في حي التواهي، وتوجهت نحو مطار عدن لمساندة اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي. وأكد مصدر عسكري أن هذه التعزيزات، التي قادها وزير الدفاع محمود الصبيحي الذي انشق عن الحوثيين والتحق بهادي في عدن، «قد استعادت السيطرة على مطار عدن». وذكر المصدر أن «قوات السقاف أجبرت على التراجع تحت ضغط التمشيط الكثيف». وبعد ذلك، اندلعت اشتباكات مجدداً في محيط مقر قوات الأمن الخاصة التي هي في الأساس موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح المتحالف مع الحوثيين. وانتهت المعارك بسيطرة اللجان الشعبية بشكل تام على المعسكر الرئيس للسقاف ومعسكرين إضافيين تابعين له، فيما غادر العميد إلى محافظ لحج شمال عدن حيث سلم نفسه للمحافظ أحمد المجيدي بحسب مصادر أمنية.