قررت إدارة الحماية الاجتماعية بحائل، سحب الطفلة نورة الرشيدي من والدتها اليوم، وذلك بعد زيارة قامت بها الباحثة الاجتماعية المشرفة على حالتها لها أمس، وتأكيدها بأن الطفلة تعرضت للتعنيف من والدتها. وكشف مدير الحماية الاجتماعية في مدينة حائل فهد العتيبي ل «الشرق»، عن وفاة والد الطفلة الثمانيني «عسكري متقاعد» قبل شهر، مبينا أن التقارير الطبية تؤكد أن الأم مصابة بالسيكوباتية، وقال «لابد من حل الأمور بشكل ودي لضمان عدم تفكك بقية أفراد الأسرة، وأشقاء نورة هم مبارك وعبدالله وكفاح وبسمة وفرح». وذكر أن الأسرة تتلقى دعما مكافأة من الضمان، بالإضافة إلى تغيير كامل لأثاث منزلهم في حي البادية ودفع إيجاره سنويا، مبينا أن الطفلة لم تخضع لجلسات علاج نفسية بسبب رفض الأم «عراقية الأصل». وأوضح العتيبي أن الطفلة تبلغ من العمر 13 سنة وتدرس في الصف الأول المتوسط، مؤكداً أن الاختصاصية الاجتماعية تتابع الطفلة بشكل مستمر عن طريق الزيارات والتواصل مع المرشدة الطلابية في المدرسة والاستفسار عن حالتها في حال تغيبها عن المدرسة. وقال إن الصورة المتداولة للطفلة نورة ليست لها أو أنها قديمة جداً بحسب أقوال القسم النسائي التابع للحماية بعد رؤيتهم لها، وأضاف «القضية المثارة في مواقع التواصل قديمة منذ عام 1430ه، والحماية منذ ذلك الحين تتابع الحالة، وتمت زيارتها قبل أسبوعين من قبل الباحثة الاجتماعية التابعة للحماية». وأبدى العتيبي استغرابه مما أثير في مواقع التواصل عن رفض الجهات المختصة التجاوب مع وضع الطفلة، وقال «جميع الشكاوى تقبل من أي شخص كان سواء أكان جارا أو تعليما أو شرطياً». من جهتها، أكدت مدير هيئة حقوق الإنسان في حائل فاطمة الشمري ل «الشرق»، أن الهيئة استقبلت الشكوى في حينها، وتم التحري عنها وفي خلال يومين تم رفعها إلى دار الحماية كونها الجهة التنفيذية التي يحق لها دخول المنزل ومباشرة الحالة وتقييم وضع الأسرة، وقالت «حقوق الإنسان جهة إشرافية تتابع حالات العنف وتتواصل مع جهات الاختصاص». وأشارت إلى تعاون الحماية وتصرفها السريع مع القضية، مبينة أنها تواصلت مع مدير دار الحماية أمس، وأخبرها أن الفتاة بخير وليست في المستشفى، مبدية امتعاضها من إثارة القضية بعد أن استتبت الأمور وأُخذت التعهدات على الأم بعد أن ثبت تعرض الفتاة لتعنيف لفظي وجسدي. في السياق، قال المستشار القانوني أحمد المحيميد، إنه يجب سحب الحضانة فوراً من الحاضن سواء كان سليما أو مريضا نفسيا في حال ثبوت تعرض الطفل للأذى، وتنتقل الحضانة للعم أو الخال أو أي قريب من الدرجة الأولى يوفر للطفل الحماية المطلوبة، وفي حال تعذر ذلك يمكن نقل الفتاة إلى دار الحماية، مبينا أن المستشفى لا يقبل بخروج المعنف إلا باستلامه من قبل دار الحماية حفاظاً على سلامته. وأكد المحيميد عدم صحة ما يتردد عن عدم قبول البلاغ من محيط الشخص المعنف، ويُقبل على الفور بحسب لائحة الحد من الإيذاء، ويتم التحقق من الحالة والتحرك على الفور. تروي الزميلة خلفة الشمري، أحداثاً عايشتها بالقرب من الطفلة نورة الرشيدي، وذكرت أن والدتها قامت بعد وفاة والدها بمنع شقيقات نوره الثلاث «كفاح، وبسمة، وفرح»، من الذهاب إلى المدرسة، إضافة إلى نورة. وقالت «قبل 9 سنوات تقريباً سكن أشخاص بالقرب من منزلنا، وكنا نسمع يومياً في منتصف الليل صراخ طفلة، ولا نعلم ما هي المشكلة، وفي أحد الأيام جاءتني ابنة أخي لتخبرني، وهي مذعورة، أن والدة نورة «جارتنا» ضربتها في الشارع حتى خرج من جسدها الدم، وتركتها مرمية في الشارع». وأضافت «لم أصدق كلامها، وتوقعت أنه ضرب عادي من أم لابنتها، وخرجت مع ابنة أخي للمكان الذي حدث فيه الضرب، وشاهدت نورة تنزف دماً، وقد كسرت جمجمتها، إضافة إلى وجود كدمات بالغة في جسدها، فأخذتها معي إلى منزلنا، وألبستها ملابس ابنة أخي لأنها في عمرها». وأوضحت الشمري أن والدة نورة حين علمت بذلك أخذت تضرب الباب بقوة، وتطلب طرد نورة إلى الشارع، وأن لا نتدخل في شؤونها، وبعد رفضنا ذلك، قامت بإبلاغ الشرطة عن أخي، فطلبت من نورة أن ترفض الذهاب مع والدتها، لكنها من شدة الخوف رضخت لطلب والدتها ورجعت معها. وأضافت «بعدها انتقلت إلى منزل قريب من بيتنا السابق، ولاحظت استمرار تعنيف الفتاة، فطلبت من مديرة المدرسة «الابتدائية العشرون» بضرورة التوجيه، والإرشاد، فتم التحقيق معها، وبعدها رُفعت القضية إلى الإمارة، والشؤون الاجتماعية، لكن الأم كررت تعنيف طفلتها، واستمرت قضية نورة 10 سنوات». وذكرت الشمري، أن نورة جلست مدة أسبوع في حماية مديرة المدرسة «الابتدائية العشرون».