عادت لتوها من زيارة أهلها في سورية وتقول إنها لم تشاهد شيئا مما تعرضه القنوات الفضائية حول الأوضاع هناك، فلا مظاهرات ولا قتل ولا تعذيب ولا انشقاقات في الجيش، وكل ما شاهدته وسمعت عنه هو جنازات لضباط وجنود قتلوا في مناطق مختلفة. ولفتت إلى أن الأوضاع في منطقة الساحل هادئة. ثم سألتني: لماذا هذا الحقد العربي على سوريا خصوصا من دول الخليج؟ قلت لها لا يوجد حقد خليجي على سوريا لكن الموقف العربي برمته اليوم ضد النظام السوري لأنه يقتل شعبه ويستعين بإيران وحزب الله ضد المطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية. قالت إن العرب تحرضهم أمريكا وأوروبا وإسرائيل ضد سوريا لأنها الوحيدة الصامدة التي تدعم المقاومة. فسألتها: هل فعلا الغرب ضد سوريا؟ وهل فعل شيئا غير الكلام والتصريحات بخصوص سوريا حتى الآن؟ كل ما فعله الغرب على مدى العام الماضي هو توجيه النصائح بضرورة الإصلاحات السريعة وعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين. ثم قالوا لقد فقد النظام شرعيته دون أن يطردوا السفراء، وكل هؤلاء لم يقدموا رغيف خبز واحدا للمحاصرين في مدنهم وقراهم، وحتى العرب تأخروا عاما ليقولوا: لقد قررنا دعم الشعب السوري (ماديا)، وقبل هذا الكلام بقيت الثورة السورية يتيمة وظل الإحباط مرافقا لصمود الناس وبسالتهم.. وأما أن هذا النظام يدعم المقاومة فأي مقاومة؟ تلك المحرمة على كل المسلمين والمسيحيين في لبنان ولا يسمح إلا لطائفة واحدة بالمشاركة فيها؟ المقاومة التي يفتخر قائدها بأنه يتلقى ماله وقراره من إيران؟! يا سيدتي، لقد بدأت على أرض سوريا الحرب بين العرب والفرس وهذه حرب لها جذورها التاريخية، اقرئي التاريخ! لم يكن الفرس إلا أعداء للعرب وطامعين بهم وكارهين محتقرين لهم إلى أن جاء الإسلام فكسرت سيوفه قاعدة التاريخ ثم صار الفرس أشد حقدا وكراهية، فالحرب في سوريا ليست طائفية. وللحديث بقية.