السعودية تستقدم كل سنة أعدادا كبيرة من الأجانب، فتختلف ثقافاتهم ونياتهم وما يبحثون عنه في هذا البلد، وأحسب أن الأجنبي لا يستطيع ارتكاب أية جريمة أو انتهاك أي محظور في بلد الحرمين الشرفين إلا بوجود أيد خفية تساعدهم على تحقيق رغباتهم وإيصالهم إلى ما يصبون إليه. نعم...! هذا ما شاهدته في كثير من المواقف التي أستغرب تجرؤ بعض الأجانب على ارتكاب ما لو أحدثكم به فقد لا تصدقون! وعندما أبحث عنه بطريقتي الخاصة أجد أن وراء هذا الأجنبي سعوديا يهيئ له أجواء مليئة بالاطمئنان والراحة! مررت أحد الأيام عند الساعة الواحدة ليلاً لاستئجار فلة بالحريضة، وعندما بحثت عن عامل الاستقبال لم أجده حول الفلل، وكانت الفلل خاوية... ولم يكن بها مستأجرون فاتجهت لطرق باب الاستقبال عند مدخل الفلل فوجدته مغلقا، ولكن شدني صوت خفيف جداً خلف الباب! فقلت في نفسي مسكين.. أزعجته، أكيد أن فراشه عند الباب وكان نائما! ولكن عندما فتح لي الباب لم يظهر عليه آثار النوم وإنما ظهر عليه الارتباك وبشدة مما دعاني إلى فتح الباب... ولكن لم أجد عند الباب إلا طاولة كبيرة مغطاة بشرشف... فتحت النور ودخلت داخل العزبة خلف الاستقبال بالضبط فما كان إلاّ رجلا آخر نائما... ولكنه لم يكن بالحقيقة نائما، ونظرت في أطراف الطاولة الكبيرة التي عند الباب فرأيت عباءة امرأة تظهر من وراء الشرشف يدها وبها خاتم من ذهب، لم أتجرأ وبكل صراحة أن أفتح الشرشف لأنني أدركت أن ذلك سيؤدي إلى الكشف عن»جريمة شرف». وآثرت أن لا أكمل تحقيقي مع العامل إلا بوجود رجل آخر خرج من الفلل واتجه إلينا مباشرة، ولكنه وبكل أسف «سعودي»، وأول ما دخل علينا نظر إلى الطاولة فاطمأن أنني لم أكتشف ما تحتها! على أن الظروف التي لم تجعلني أكشف الستار هو وجودي وحدي بينهم، وأيضا وجود عائلتي بالسيارة، مما جعلني أغلق فمي وأخرج بكل أدب وبنظرة اليائس الذي لم يتجرأ حتى على تقديم النصيحة لهم... وكان بإمكاني رفع الشرشف والإبلاغ عنهم ولكن علِمت أنني لو فعلت ذلك فلربما سوف تصل إلى حد القتل، وفي المقابل لومي على من هيأ ذلك للأجنبي وهو السعودي. وقد قرأنا في الصحف أن كثيرا من البقّالين يبيعون في البقالات الصغيرة حبوبا لتسقيط الحمل وبأيدٍ خفية من سعوديين لهم مصالح في ذلك! أملي الوحيد أن يظهر السعودي بدينه وزيه المحترم أمام كل أجنبي ويؤدي واجبه تجاه أهله ووطنه الغالي وأن يكون مرآة لكل مسلم حقيقي يعتز بقيمه الإسلامية!