حث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأوروبيين أمس على محاربة العداء للإسلام وقال إنه يؤجج التشدد بين المسلمين، بما في ذلك من يسافرون من أوروبا للقتال في الشرق الأوسط. وفي كلمة له أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج أثنى الملك على ما وصفه «بشجاعة لا تلين» واجهت بها أوروبا هجمات مثل تلك التي وقعت في باريس في يناير وشبَّه تنظيم «داعش» بالنازية ووصفه بأنه «أيديولوجية عدوانية توسعية قائمة على الكراهية». ودعا العاهل الأردني إلى التعاون لمكافحة عنف الإسلاميين، وقال إن الحكومات الأوروبية يجب أن تعزز «الاحترام المتبادل، وتبني المجتمع الذي يحتضن الجميع بلا تفرقة». وحضر الملك عبدالله مراسم لتأبين قتلى فرنسيين يعملون في صحيفة شارلي إبدو لكنه انتقد نشر الصحيفة رسوماً مسيئة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم-. وقال أمام البرلمان الأوروبي الذي يحفل بنواب من أقصى اليمين يعارضون هجرة المسلمين «أما التعدي على الآخرين وعزلهم وإهانة الشعوب وأديانها ومعتقداتها وشعورها الديني فهي انتكاسة للمجتمعات.» وأضاف في الكلمة التي أوردت وكالة الأنباء الأردنية نصها «وتُعد أوروبا شريكاً مهماً في هذا المسعى خصوصاً في المساعدة على محاصرة ظاهرة الخوف من الإسلام المتنامية عالمياً.» من جهتها أعلنت أمانة العاصمة الأردنية، عمان، عزمها استبدال الزي البرتقالي، الذي يرتديه عمال النظافة في الشوارع، بلون آخر، وذلك لارتباطه بملابس رهائن تنظيم «داعش» ومنهم الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة الذي أعدمه التنظيم حرقاً. وقالت الأمانة في بيان إن «الزي الجديد لعمال الوطن (عمال النظافة) سيكون بلون التركواز (الأزرق الفيروزي) ليكون بديلاً عن الزي البرتقالي وسيرتديه العمال في احتفالية (أمنا عمان) التي تصادف العشرين من الشهر الجاري». وأوضحت أن «هذا القرار جاء استجابة لمطالب عديد من المواطنين وأهالي عمان وشقيق الشهيد معاذ الكساسبة، حيث أصبح اللون البرتقالي مرتبطاً بالممارسات الإرهابية لتنظيم داعش، وحرصاً من الأمانة على عدم تشويه صورة عامل الوطن ورسالته لخدمة المدينة وقيم العمل الشريف التي يجسدها». وبحسب الأمانة فإن هذا اللون حصل على أعلى الأصوات من ضمن ثمانية ألوان بناء على نتائج استطلاع للرأي أطلقته عبر موقعها الإلكتروني وعلى صفحات التواصل الاجتماعي. وكان أمين عمان عقل بلتاجي شكَّل لجنة لدراسة تغيير اللون واختيار لون جديد يلائم طبيعة المهنة وعوامل الطقس والسلامة العامة. وأوضحت الأمانة أن «تغيير الزي سيتم على مراحل وبالتدريج، حيث سيتم صرف بدلات لعمال الوطن أربع مرات في العام للحفاظ على مظهرهم العام واللائق». ويبلغ عدد عمال النظافة في عمان أكثر من ستة آلاف عامل، بحسب الأمانة.