نقل التلفزيون الأردني أمس عن العاهل الاردني الملك عبد الله تعهده بحرب بلا هوادة ضد تنظيم «داعش» في عقر داره. وقال الملك عبد الله «اننا نخوض هذه الحرب لحماية عقيدتنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية وأن حربنا لأجلها ستكون بلا هوادة وسنكون بالمرصاد لزمرة المجرمين ونضربهم في عقر دارهم». طالب والد الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدمه تنظيم داعش بإحراقه حيا في قفص على ما يبدو حكومة بلاده بالثأر لمقتل ابنه. وتحدث الأب خارج منزله بعد أن أعدمت الأردن متشددين عراقيين أمس بعد ساعات من مقتل ابنه قائلا إنه يعتقد أن ابنه مات شهيدا. وقال «أولا أنا أحتسب معاذ عند الله شهيدا إن شاء الله مخلدا في الجنة مع الصديقين والشهداء والأنبياء إن شاء الله صبري جميل وأستعين بالله وأطلب من الحكومة الأردنية أن تثأر لدم معاذ». وأعدمت السلطات الأردنية العراقية ساجدة الريشاوي وكانت الدولة الإسلامية طالبت بالإفراج عنها وزياد الكربولي العضو البارز في القاعدة. وقال سيف الكساسبة في بلدته عي قرب مدينة الكرك التي تبعد نحو 140 كيلومترا جنوبي العاصمة عمان إنه يعتبر أعضاء التنظيم مجرمين وأنه لا وجه للمقارنة بين إراقة دمهم ومقتل ابنه. وتابع «هؤلاء مجرمون ولا مقارنة بينهم وبين معاذ.. معاذ دمه أغلى من ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي دم معاذ أغلى منهم معاذ دمه دم الوطن». وقال والد الطيار «أطالب أن يكون الثأر أكبر من أن نعدم مساجين أنا أطالب بإبادة هذا التنظيم.. تنظيم داعش التنظيم المجرم الملموم من كل أقطار العالم الذي يتعامل بصورة وحشية لا يرعى قوانين إنسانية ولا قوانين دولية بذلك أطالب الحكومة وبقوة بأن يثأروا لدم معاذ ودم الوطن.. الوطن هو في معاذ». وتوعد الأردن برد «مزلزل» على مقتل الطيار معاذ الكساسبة الذي أسره التنظيم المتشدد في ديسمبر عندما سقطت طائرته شمال شرق سوريا. ونعت مساجد وكنائس الأردن أمس الطيار الكساسبة، وكانت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية دعت أئمة المساجد في جميع أنحاء المملكة إلى إقامة صلاة الغائب على روح الكساسبة بعد صلاة ظهر أمس. وكانت الكنائس دعت إلى قرع الأجراس ظهر اليوم في جميع كنائس المملكة، كما دعت الكهنة والمؤمنين إلى إقامة قداديس خاصة وصلوات مساء أمس من أجل روح الكساسبة وأعلنت الحكومة الحداد لمدة 3 أيام على روح الكساسبة. وأعرب خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري عن استنكاره لقيام تنظيم «داعش» بإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا، ووصفها ب «الجريمة الوحشية». وقدم خوجة في بيان أمس التعازي في ملازم أول طيار معاذ الكساسبة، مؤكدا أنه «يستنكر هذه الجريمة الوحشية التي ارتكبتها أيادي نفوسٍ هبط بها الشيطان إلى الدرك الأسفل من الشر». وقال «أتوجه إلى شعوب وحكومات العالم بضرورة العمل على دعم الشعب السوري لإنهاء معاناته من إرهاب النظام وربيبته داعش على حد سواء».وتابع «كل العزاء لعائلة الشهيد معاذ ولعشيرة الكساسبة وللشعب الأردني الذي احتضن إخوانه السوريين وإلى جلالة الملك عبدالله بن الحسين، كما أتقدم بعزائي لجميع عائلات شهداء الشعب السوري الذين يقضون يومياً حرقاً أو تحت قصف القنابل والرصاص أو قتلاً تحت التعذيب بإدارة نظام الإجرام القابع في دمشق، وأعزي أيضاً عائلات الضحايا وشعوب الدول التي تداعى مواطنون فيها لدعم شعب سوريا ونقل معاناته في مسيرته نحو الحرية». ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس قتل متشددي «داعش» لصحفي ياباني وطيار أردني بالعمل «المثير للغثيان». وقال كاميرون أمام جلسة أسبوعية للبرلمان لتوجيه أسئلة لرئيس الوزراء «أثق أن جميع أعضاء البرلمان سيشاركوني في إدانة جرائم القتل المثيرة للغثيان في سوريا بحق الصحفي الياباني كنجي جوتو والطيار الأردني معاذ الكساسبة. وأؤكد للمجلس أننا لن نتوقف حتى نجتث مشتددي «داعش» القتلة وأيديولوجيتهم الفتاكة». وقال مصدر رسمي لبناني إن سلام وجّه رسالة تعزية إلى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أدان فيها جريمة قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ودعا إلى «وقفة على قدر التحدي في وجه الوباء الظلامي الذي يجتاح المنطقة».