أكد المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن الفرق الطبية في المستشفى الرئيسي بالرياض وفرعه بجدة نجحت خلال العام الماضي 2014م في إجراء 1008 عملية زراعة عضو تشمل برامج زراعة الكبد، وزراعة القلب، وزراعة الرئة، وزراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية، وزراعة الكلى، وزراعة العظام في ستة برامج في "تخصصي الرياض" وبرنامجين في "تخصصي جدة" مسجلة بذلك قفزات كبيرة بزيادة مقدارها 22% عن العام السابق 2013م. وبين أن برنامج زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية تمكن خلال عام 2014م من إجراء 362 زراعة، وبرنامج الكلى 307 زراعة إضافة إلى عمليتي (2) زراعة بنكرياس، والكبد 123 زراعة، وبرنامج العظام 178 زراعة، والرئة 10 عمليات زراعة. وأوضح الدكتور القصبي أن "التخصصي" يسعى إلى تطوير برامج زراعة الأعضاء والتوسع في الخدمات المقدمة لعلاج مرضى الفشل العضوي، لمجابهة الأعداد المتزايدة من المرضى المحتاجين إلى رعاية تخصصية متكاملة من خلال توافر الطواقم الطبية والتمريضية والصيدلية والمخبرية المتمكنة والمؤهلة تأهيلاً عالياً. ولفت إلى أن التصاعد المطرد في الحصيلة السنوية لمجموع عمليات زراعة الأعضاء وخاصة خلال الأعوام العشرة الأخيرة. وأشار إلى أن الفرق الطبية أجرت في عام 2004 ما مجموعه 381 زراعة عضو بينما تمكنت في عام 2014م من إجراء 1008 ما يمثل زيادة مقدارها 165% بين المرحلتين. وأكد أن هذه النتائج المميزة ساهمت في توفير مبالغ طائلة للاقتصاد الوطني في مقابل لو أجريت هذه العمليات للمرضى السعوديين في الخارج، الأمر الذي يستدعي التوسع في برامج الزراعة لاستيعاب أكبر عدد من المرضى، إلى جانب مردودها النفسي والاجتماعي على المرضى وذويهم من خلال إجراء تلك العمليات محلياً ما يمكنهم من العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بشكل أسرع. ولفت الدكتور القصبي إلى أن المستشفى التخصصي يتكئ على خبرة عريقة في مجال زراعة الأعضاء تمتد لأربعة وثلاثين عاماً منذ انطلاقة أولى البرامج. وأشار إلى أن امتلاك المستشفى لخدمات نوعية ضمن تلك البرامج كوجود بنك متخصص لحفظ دم الحبل السري والخلايا الجذعية الذي يعد الأول من نوعه بالمملكة، إضافة إلى انفراد برنامج زراعة القلب محلياً بعمليات الزراعة للأطفال دون سن الرابعة عشرة، كما يتميز برنامجاً الكبد والكلى للأطفال بتسجيلهما رقمان عالميان في هذا الإطار بزراعة 44 كبد أطفال، و 31 كلى للأطفال خلال عام 2014م فقط. وأضاف أن المستشفى يقوم على الدوام باستحداث برامج متخصصة في زراعة الأعضاء بما يتواكب مع التطور الطبي الحديث، من ضمنها الانفراد على مستوى المنطقة ببرنامج لزراعة الرئة الذي يطبق أحدث التقنيات المتوفرة كأجهزة تروية الرئة المتطورة، إضافة إلى انفراد التخصصي بوجود بنك متطور لحفظ العظام وصل بالمستشفى خلال العام الماضي إلى حد الاكتفاء الذاتي من الوحدات العظمية، كما أنه بدأ في توفير الوحدات للمستشفيات المحلية في خطوة مهمة لتوسيع رقعة المستفيدين من مخزون البنك. وبيّن أن المستشفى يتبنى أحدث التقنيات في مجال زراعة الكبد كعمليات فصل كبد المتبرع المتوفى دماغياً بهدف زراعته لمريضين اثنين بدلاً عن مريض واحد، إضافة إلى استخدام المناظير لاستئصال كبد المتبرع الحي، مؤكداً أن المستشفى سيشهد توسعاً وتطوراً إضافياً مع افتتاح مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بسعة 300 سرير. وشدد الدكتور القصبي على أن النتائج المتميزة لهذه البرامج ماكانت لتتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم الدعم السخي والمستمر من الحكومة الرشيدة وبفضل الجهود المضنية والمخلصة للعاملين في المستشفى. وأشاد بالتعاون البنّاء بين "التخصصي" والمركز السعودي لزراعة الأعضاء في مختلف برامج الزراعة على مدى سنوات طويلة، وهو ما أسهم في إنقاذ أعداد كبيرة من المرضى من معاناة الفشل العضوي.