عندما تلامس أصابع الهداف عمر السومة هامته مُحيياً مدرج النادي الملكي فاعرف بأن شباك المنافسين تم قصفها بدقة. هكذا هو عمر السومة، وهكذا هي الخيارات الفنية المؤثرة، وهكذا هي الصورة الخضراء في كل مساء يقود دفة الأمور فيها هجومياً عمر السومة. عمر صفقة ليست لموسم بل لمواسم من الفرح الأخضر، عمر النموذج الأمثل لرأس الحربة الذي لا تشك ولو للحظة بأن بصمته قادمة. ما شاء الله.. تبارك الله.. سبعة عشر هدفاً ومازال لهز الشباك بقية، ومازال للمتعة والحضور والإبداع مساحات في رحاب الأهلي. أمام الشباب وبقدم واحدة استطاع عمر تحريك آلاف المشاعر الخضراء عبر هدفين ولا أروع، ثم يمّم نحو المدرج ليقدم تحية حب وتقدير وإجلال. عمر يقول عقب لقاء الشباب كلاماً مهماً عن الأهلي وعن قوة المنافسة ويُسجل طلباً غير قابل للرفض للمدرج الأثمن بأن يكون في الموعد ليلة الأربعاء أمام النجران. حاجز الأربعين نقطة ستكسره سواعد مدرج الحياة التي ستكسو مساحات الجوهرة منافسة مدرج الجار. العنصر الأجنبي عامل رئيس ومؤثر على مستوى الفرق الطامحة في المنافسة، ولذلك فإن الأندية توليه عنايتها وترصد له وقتاً ومالاً لكنها تقع فريسة سهلة للسماسرة، بمشاركة من بعض أعضاء الشرف الذين يفتقدون الخبرة والممارسة. ستة وخمسون لاعباً تقريباً وفترتا انتقال والهدر المالي عنوان عريض للخيارات الفنية غير الموفقة على مستوى دوري جميل. لماذا لا تطور الأندية من طرائقها في جلب العنصر الأجنبي؟ وحتى متى يبقى مسؤولها رهينة عبث السماسرة ومقاطع الفيديو؟ عمر السومة صفقة الموسم ولاشك، وأحد أهم الأسماء الجميلة في دوري جميل، اسم عصامي لم ترصده رادارات السماسرة، تتلخص قصته في لعب كرة القدم وتسجيل الأهداف. ماكينة الأهداف الخضراء اسم يلقى في كل مباراة ترحاباً غير مسبوق من الأهلاويين بمختلف أعمارهم، وأجزم أن خلوده في ذاكرتهم سيبقى عبر الزمان. هاتوا أكثر من سومة، وأنا كفيل لكم بمنافسة مُرتفعة لا حضور فيها إلا للغة الأرقام القياسية. عمر السوري ظاهرة تهديفية كونية لا تتكرر كثيراً، والأهلاويون سيمنحونه عقداً طويل الأجل منتهياً بالاعتزال. ابن دير الزور يصنع في الأهلي تاريخاً وحباً وعلاقةً سرمدية مبنية على الطموح والثقة بالذات والإمكانات. ردوا التحية.. أقولها لمدرج الحياة؛ فالسومة ورفاقه قادرون على تحقيق المعادلة بتوفيق الله أولاً وبدعمكم ثانياً.