شارك مئات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب والإسرائيليين أمس في مسيرة مناهضة للجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل على أراضي المواطنين في قرية بلعين غربي مدينة رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة. وانطلق المشاركون في المسيرة بعد صلاة الجمعة من مسجد القرية في اتجاه الجدار الذي أقيم على أراضٍ فلسطينية محاطة بعدد من المستوطنات اليهودية وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية على وقع أغنيات وطنية عبر مكبر للصوت. وأتت مسيرة أمس في قرية بلعين بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق هذه المسيرات ضد الجدار. وأطلق الجنود الإسرائيليون قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة في اتجاه الشبان الذين ردوا بإلقاء الحجارة وإعادة عدد من قنابل الغاز في اتجاه الجنود. وقال أحمد أبو رحمة الناشط في المقاومة الشعبية خلال مشاركته في المسيرة «بعد عشر سنوات من المقاومة الشعبية في بلعين استمرت هذه المقاومة بتوحيد الجهود، وهذا نتج عنه استرجاع 1300 دونم من أراضي القرية التي كانت مصادرة». وأضاف «نحن مستمرون لاسترداد ما تبقى من الأراضي التي تمت السيطرة عليها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولذلك ندعو نحن في بلعين إلى توسيع رقعة المقاومة الشعبية في كافة المناطق الفلسطينية». وأوضح أبو رحمة أنه مع مرور عشر سنوات على انطلاق المقاومة الشعبية في قرية بلعين فقد تربَّى جيل على هذه المقاومة. وقال «اليوم أشاهد عديداً من الذين كانوا أطفالاً.. اليوم هم يتقدمون صفوف المقاومة الشعبية، هم من يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة، ونحن الجيل الذي أسس هذه المقاومة الشعبية فخورون بما يقومون به». واستمرت المواجهات بين الجنود والشبان الذين ساعدهم أن اتجاه الريح كان معاكساً؛ مما قلل من حالات الاختناق بينهم بسبب قنابل الغاز التي بدا أن لهم خبرة في إعادتها صوب الجنود باستخدام ما يعرف باسم «المقلاع». وضمت مسيرة أمس مختلف الأعمار وأعضاءً من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقال الطفل محمد (13 عاماً) فيما كان يحمل مقلاعاً لقذف الحجارة «عندما كنت صغيراً كنت آتي مع والدي وعندما صار عمري عشر سنوات بدأت أشارك في إلقاء الحجارة». وأضاف «هذا السلاح الوحيد الذي لدينا، وأنا لا أخاف من الجنود الذين يقتحمون المنازل كثيراً وسنبقى نقاوم حتى يرحلوا». وأبدى دوف حنين عضو الكنسيت الإسرائيلي إعجابه «بنضال» سكان قرية بلعين ضد الجدار. وقال خلال التجمع الذي كان يستعد للانطلاق في المسيرة «هذا نضال مهم لأنه نضال قرية صغيرة فتح سكانها منازلهم وقلوبهم لمتضامنين دوليين وإسرائيليين ديمقراطيين جاءوا هنا وناضلوا معاً ضد مصادرة الأراضي وضد الاحتلال». ويسعى الفلسطينيون إلى توسيع رقعة المقاومة الشعبية في مناطق أخرى من الضفة الغربية، ويريد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تبقى هذه المقاومة سلمية. وقال مصطفى البرغوثي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والناشط في المقاومة الشعبية «ميدان المقاومة الشعبية هو الميدان الذي يوحد الفلسطينيين». وأضاف خلال مشاركته في المسيرة «المقاومة الشعبية هي البديل لمفاوضات عقيمة لن تجدي نفعاً، هي الميدان الذي يتوحد فيه الجميع بدل الصراع على سلطة وهمية لا قيمة لها».