أشاد مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الأمن الصحي الدكتور كيجي فوكودا، بمستوى الإجراءات التي تتخذها وزارة الصحة السعودية ممثلة في المستشفيات والمراكز الطبية المرجعية للوقاية من العدوى والإصابة بفيروس كورونا. وقال فوكودا في المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس الماضي بحضور وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد وكوكبة من الخبراء والباحثين من المملكة ودول العالم في ختام ورشة العمل لمستجدات الأبحاث عن فيروس كورونا التي عقدت في الرياض: «لاحظت تحسناً كبيراً هذا العام إضافة إلى ما عُمل في السابق في مستوى التصدي والتعامل مع الفيروس خاصة في الخدمات العلاجية والتشخيصية والوقائية». وأضاف أن هناك تحسناً كبيراً تم رصده في هذه الزيارة في عدة محاور؛ أولها إنشاء مركز متطور لرصد ومتابعة الحالات باسم مركز القيادة والتحكم مع وجود مراكز فرعية في عشرين منطقة؛ وهناك الاستعدادات الخاصة بالتشخيص والتحليل في المختبرات، وهناك محور الاستعدادات المشددة في مكافحة العدوى في المستشفيات والتوعية الصحية، والمحور الأخير الذي نعيشه اليوم وهو حزمة الأبحاث والدراسات العلمية لسَبْر غور فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية كورونا ميرس، وسد الثغرات في التعرف على خصائصه. وأكد فوكودا أهمية الاستمرار في هذا العمل الملموس الذي تقوم به المملكة رغم التحسن الملحوظ حتى تتكامل الجهود للتصدي لهذا الفيروس. وأكد مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية أن جُلَّ الإصابة بفيروس كورونا مازالت تحدث في المملكة وبعض الدول المتفرقة، ولكن منظمة الصحة العالمية حتى الآن لا تصنف مرض فيروس كورونا على أنه حدث طارئ يشكل قلقاً دولياً، وهناك عديد من المنظمات الدولية تساعد للقضاء عليه. وقال «نحن هنا اليوم على رأس بعثة من عديد من الخبراء العالميين المعنيين، فهناك الخبراء من المقر الرئيس للمنظمة في جنيف والمكتب الإقليمي في القاهرةوالرياض، إضافة إلى المنظمة الدولية لصحة الحيوان OIE، وخبراء من منظمة الأغذية والزراعة الفاو التابعة للأمم المتحدة، وخبراء من معهد باستير الفرنسي لمكافحة الأمراض المعدية واللقاحات». وكشف الدكتور فوكودا أن الفيروس ما زال غامضاً، وقال «لا نعرف كل الحقيقة عن فيروس كورونا، لكننا نعرف عديداً من الأمور عن جيناته وصفاته التي تحدث يومياً من خلال إصابة أفراد المجتمع أو بعض الممارسين الصحيين من خلال عملهم داخل المستشفيات؛ ونعرف أن الإبل هي أحد مصادر هذا المرض؛ ونحتاج أن نعرف المزيد عن المسبب وكيفية انتقال العدوى من مصدره إلى الإنسان، ولهذا يجب أن نبحث اليوم حول هذا المرض، وفي بحثنا حتماً سنتعرف على أمور أخرى يمكن أن توصلنا إلى الحقيقة الكاملة لهذا الفيروس». وأكد أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة في مواجهة فيروس كورونا في موسم الحج الماضي كانت ناجحة، وقال «تقييم المنظمة لما قامت به المملكة في موسم الحج لمواجهة فيروس كورونا كان إيجابياً، إذ لم تسجل بين ملايين الحشود الذين وُجِدوا في الحج أي حالة واحدة مصابة بفيروس كورونا، ولهذا نحن نطلب من الممكلة الاستمرار في جهودها حتى نجد حلاً لهذا الفيروس وأن تعمل أيضاً على الحد من العدوى والإصابة بالفيروس في المستشفيات والمراكز الطبية». وأضاف «نحن جئنا إلى المملكة بناء على دعوة وزارة الصحة السعودية للاطلاع على الواقع الموجود على الأرض فيما يخص فيروس كورونا والإجراءات التي تتبعها وزارة الصحة لمواجهة هذا المرض، وكذلك لإعطاء توصيات لزملائنا وأصدقائنا الخبراء السعوديين الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية إيجاد حلول للقضاء على فيروس كورونا مع بقية الخبراء العالميين». وبيَّن مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الأمن الصحي أن «هدفنا أيضاً من زيارة المملكة أن نعمل سوياً مع وزارة الصحة، وأن يقدم الخبراء في المنظمة التوصيات والعون والمشورة، حتى نصل إلى تحسن الوضع وتحقيق النتائج التي نسعى لها جميعاً، فنحن شركاء في هذا العمل». من جانبه، أوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز بن سعيد أن بعثة منظمة الصحة العالمية اطَّلعت خلال زيارتها للمملكة على المهام التي تقوم بها غرفة المراقبة في وزارة الصحة التابعة لمركز القيادة والتحكم، واجتمعت مع أعضاء مركز القيادة والتحكم، ثم تجولت في مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز في الرياض، ووقفت على الاستعدادات المتعلقة بمرض كورونا، كما اطلع الفريق على التجهيزات لمكافحة العدوى والاستعدادات في المختبرات والتشخيص. وأجاب الدكتور بن سعيد على سؤال حول تخصيص وزارة الصحة ميزانية خاصة بالبحوث المتعلقة بالحالات المصابة بفيروس كورونا قائلاً: وزارة الصحة وزارة خدمية ولديها تمويل للأبحاث لكل ما يخدم المواطن ولكن ليست هي الممول الوحيد؛ حيث إن هناك جهات أخرى مختصة أيضاً بالبحوث والدراسات العلمية وتقوم بتمويل الأبحاث، إضافة إلى الجامعات؛ فهذه مهمة مشتركة بين الجميع، ووزارة الصحة لديها تمويل حيث مولت أبحاثاً في السابق.