أعادت جامعة جازان الدور الحقيقي للمؤسسات التعليمية في قراءة وتكريم الأدباء والرواد باحتفائها بالشاعر إبراهيم مفتاح وسط حضور عدد من الأدباء والمثقفين في جازان ومن خارجها؛ حيث عقدت كلية الآداب ممثلة في قسم اللغة العربية صباح أمس الأربعاء في مسرح الجامعة ندوة علمية عن تجربة الشاعر إبراهيم مفتاح التي شارك فيها ثمانية باحثين تحدثوا في جلستين علميتين عن المقاربات السيميائية في شعر مفتاح وعن العبارة والبناء وتجليات المكان وانعكاساتها على الذات المبدعة، فيما تحدث باحثون آخرون في الجلسة الثانية عن مصادر التشكيل الشعري في شعر مفتاح وبناء الجملة الشعرية من حيث التقديم والتأخير والسكتة الشعرية في إنشاد الشعر دراسة نحوية دلالية. الجدير بالذكر أن الاحتفاء قد افتتح بكلمة اللجنة المنظمة ألقاها الدكتور مجدي خواجي، كما عرض فيلماً وثائقياً عن الشاعر مفتاح وقصيدتين شعريتين للشاعرين حجاب الحازمي وحسين سهيل، وكلمة المحتفى به الشاعر إبراهيم مفتاح التي أشار فيها إلى أن هذا التكريم يعد تكريماً لجزيرة فرسان وللشعر، وأضاف مفتاح أنه لا يعلم ماذا يقال عنه في هذه الأوراق إلا أنه يود أن يسمع ما يدير عنقه في سبيل المحاولة للأفضل. وقد اشتملت الجلسات على عدد من التعليقات والمداخلات لعدد من الأدباء والمثقفين عن الشاعر إبراهيم مفتاح كان من أبرزها ما قاله الدكتور حسن النعمي عن قصيدة مفتاح التي تولد مكتملة، فيما رأى الدكتور عبدالله حامد أن الأوراق لم تناقش القضايا الشعرية في شعر مفتاح بشكل علمي؛ فالوطن عنده كل وليس جزءاً، كما أن أداته الشعرية سامية، فيما قال عنه حسين سهيل إن إبراهيم مفتاح يقرأ كل ما يكتب عن شعره من نقد باستثناء رده على ما كتبه الناقد حسين بافقيه بقوله: لست متلبساً بالحداثة يا بافقيه! أحمد السيد عطيف ذكر في مداخلته أن لغة مفتاح الشعرية لغة حديثة، وذكر أنه قبل أربعين عاماً ذهب بقصائد للنادي فوجد إبراهيم مفتاح يقرأ قصائد حديثة جعلته يدفن قصائده التي كان يحملها معه ولم تنشر؛ لأنها بحسب قوله لم تكن تقارب حداثة مفتاح الشعرية. وختم عطيف مداخلته بشكره لإبراهيم مفتاح الذي قال إنه يحمد الله أن عاش في زمن وُجد فيه. وتمنى عطيف على إبراهيم مفتاح أنه يسارع في طباعة شعره اللهجي الذي يراه عطيف من أجمل ما يطبع.