الدلالات التي حملها لقاء الأخوين خادم الحرمين الشريفين وأمير الكويت، أمس، شديدة الكثافة والأهمية. أولى الدلالات يعبّر عنها حضور النظراء مباحثات الملك سلمان والأمير صباح الأحمد الصباح. مثّل النظراء أهم الوزارات السيادية في البلدين الشقيقين، وفي ذلك مؤشر على الأهمية العالية التي تمتعت بها جلسات المباحثات بين الطرفين. الواقع الإقليمي يُملي كثيرا من التحديات التي يفهمها الزعماء الخليجيون. ومن مسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية أن يكونوا على قدر الواقع الماثل من حولهم. حماية أوطانهم وشعوبهم ومكتسباتهم مسؤولية جسيمة. وهم أهلٌ لذلك. ومن أجل تحقيق ذلك؛ فإنهم يلتقون ويتباحثون ويتفاهمون بواقعية وجدية. واللقاء السعودي الكويتي، أمس، هو أحد المهمّات التي يمارسها الزعماء الخليجيون باستمرار. إنهم يقودون بلدانهم وسط بحر من الرمال المتحركة. يسهرون على راحة شعوبهم، يتعاملون مع أصعب التحديات تعقيداً في التاريخ العربي الحديث. تحديات غيّرت كثيرا من معالم دول مجاورة ولصيقة. وهذه التغييرات لها تداعياتها وإفرازاتها على البلدان المجاورة بلا شك. وهنا تظهر المسؤولية لدى الزعماء الخليجيين المضطلعين بأعباء مركبة إزاء مستقبل أوطانهم وشعوبهم. ومعطيات السنوات الأخيرة تؤكد أن التفاهم البينيّ في المنطقة الخليجية العربية هو من أنجع الممارسات وأهمها وأدقّها. خاصة أن دول الخليج العربية تتسم بسماتٍ قلّما تكرّرت في أي تكتّل دولي عربي. الوضع الخليجي قائم على ارتباط عضوي متين تشترك فيه قيادات الدول الخليجية وشعوبها. ثمة ترابط تاريخي قائم منذ قرون طويلة في المنطقة. وهذا ما يجعل أي تفاهم بين دول المنطقة أكثر أخوية وشفافية وقرباً. الزعماء الخليجيون يتفاهمون بوصفهم إخوة وجيراناً وشركاء في المسؤولية، بعضهم إزاء بعض. ولقاء أمس واحدٌ من الأدلة الواضحة في هذا الصدد.