طالب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري حزب الله بتسليم قاتلي والده رفيق الحريري وقال إن الحوار مع حزب الله حاجة وضرورة مرحلية وليست ترفاً مؤكداً بأن المحكمة الدولية ستأتي بالحل العادل. وقال في كلمته أمس بمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال والده في بيروت إن لبنان لا ينتمي لأي محور في المنطقة وليس بيد أي طرف وأن لبنان يقف على حافة الصراع. واتهم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري الرئيس السوري بشار الأسد بفتح أبواب سوريا أمام المتطرفين وقتل السوريين وتهجيرهم. وقال إن جيش الأسد أجهز على أكثر من نصف مليون ضحية وأضاف «الرهان على إنقاذ النظام السوري وهم يستند على قرار إقليمي». واعتبر الحريري أن اللبنانيين سيبقون مصدرا للاعتدال الذي تشكل المملكة العربية السعودية سندا له وشدد على أن السعودية راعية سياسة الاعتدال بالمنطقة. وقال سنبقى على إيماننا بقدرة العرب على تجاوز النزاعات بإرادة الاعتدال الذي ترعاه المملكة السعودية». وحول تدخل حزب الله في سوريا جدد الحريري مطالبة حزب الله من سوريا قائلاً «ربط الجولان بالجنوب جنون فانسحبوا من سوريا ويكفي استدراجا للحرائق» وحول الحوار الجاري بين تيار المستقبل وحزب الله أوضح الحريري بقوله «نحن، وبكل وضوح، لن نعترف لحزب الله بأي حقوق تتقدم على حق الدولة في قرارات السلم والحرب، وتجعل من لبنان ساحة أمنية وعسكرية، يسخّرون من خلالها إمكانات الدولة وأرواح اللبنانيين لإنقاذ النظام السوري وحماية المصالح الإيرانية. أمّا ربط النزاع، فهو دعوة صريحة وصادقة لمنع انفجار النزاع. المهم بالنسبة لنا هو رفض الانجرار وراء الغرائز المذهبية، والامتناع عن تحكيم الشارع في الخلافات السياسية.».وأضاف أن تكليف طائفة أو حزب بمهمات عسكرية هو تكليف بتسليم لبنان إلى الفوضى المسلحة. وقال عن لبنان أنه يجب تقديم المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة والفئوية، مؤكدا وقوفه وراء الجيش والقوى الأمنية قلبا وقالباً وأضاف «أنا متطرف لدولة القانون والجيش والقوى الأمنية والحياة الكريمة والحرية والاستقلال ولحلم رفيق الحريري». وأكد الحريري أنه مع مدنية الدولة اللبنانية، يحكمها القانون بغض النظر عن الانتماء الديني وأن يعيش جميع اللبانيين متساوين أمام القانون، وقال «اختلافات الفقه والدين والمذهب والتفسير لا يجب أن تنسحب على الدولة ولا على الحياة العامة». وحول استمرار الفراغ الرئاسي اعتبر الحريري أن وجود 24 وزيرا لا يعوض غياب رأس الدولة. وحيا الموقف الأردني وموقف الشعب التونسي، وهاجم تنظيم داعش وسماهم بفلول الخلافة الزائفة وعن الوضع اليمني قال «اليمن نزع ثوب السعادة وسلم أقداره للهيمنة ونزاعات القبائل». وكان رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري وصل إلى لبنان أمس للمشاركة إحياء الذكرى العاشرة لاغتيال رفيق الحريري ورفاقه.