أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وجود مخاوف لدى اللبنانيين بسبب حالة الانقسام الحاليّة، لكنه لفت إلى أن البحث في سبل الحلّ يحتم التفكير ملياً بالحفاظ على لبنان موحداً تلافياً لوقوع نزاعٍ طائفي. وقال الحريري للصحفيين عشية سفره إلى طهران إنه لم يتهم "حزب الله" في قضية اغتيال والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، مشدداً على أهمية التواصل بين إيران والدول العربية من أجل إيجاد أرضية مشتركة لمواجهة الأخطار التي تتربص بالجانبين. وحذر من "أن ضرب الاستقرار في أي دولة من دول المنطقة هو بمثابة تهديد لمصالح العرب وإيران في آن معا". وأوضح الحريري أن إيران "معنية بكل مسعى لتوفير مقومات الاستقرار في كل بلدان المنطقة، ومن ضمنها لبنان الذي ينظر بإيجابية تامة إلى مساعي القيادتين السعودية والسورية لتثبيت الاستقرار فيه". وعن موقفه من التسريبات المتتالية حول القرار الاتهامي في قضية اغتيال رفيق الحريري وما إذا كان حديثه حول شهود الزور وما تسببوا فيه من تضليل للتحقيق الدولي، وإضرار بعائلته وبالعلاقات اللبنانية-السورية، ينسحب على التهمة الموجهة إلى حزب الله أيضاً، قال الحريري "إن مسألة الشهود الزور تعالج في إطارها القانوني، أما فيما يخص التسريبات حول القرار الاتهامي فنحن قلنا بوضوح إنها لا تخدم العدالة". وحول سبل تعاطيه مع المستجدّات الحاليّة على الساحة اللبنانيّة لا سيما على صعيد القرار الظني المرتقب صدوره عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وتهديدات "حزب الله" المترافقة مع هذه المسألة، اعتبر الحريري أنه يجب النظر إلى أبعد مما يحصل حالياً، لافتا إلى أنه "إذا ما تمكنا من القيام بذلك أعتقد أننا سنكون بخير، في بعض الأحيان يكون ذلك صعبا، وفي بعض الأحيان يصبح الدخان أكثر كثافةً، ولكنّي على ثقة أنّه بالإمكان تجاوز هذه المرحلة عبر الإصرار والاستمرار بالنظر أبعد مما هو حاصل الآن". ومن جهته قال السفير الإيراني غضنفر ركن إن زيارة الحريري إلى طهران "ستنعكس إيجاباً على الداخل اللبناني وتسفر تنفيساً للاحتقان الداخلي". وأضاف "سيلمس اللبنانيون أجواء وانعكاسات إيجابية لهذه الزيارة خلال الأيام القليلة المقبلة"، مشددًا في هذا السياق على أنّ "إيران ليست مع فريق من اللبنانيين ضد فريق آخر إنما هي مع كل لبنان وتقف إلى جانب المظلومين في مواجهة الكيان الإسرائيلي".