اعتصر الألم كل من في قلبه ذرة رحمة وقليل من إنسانية ممّن شاهد الجريمة النكراء التي نقلها المقطع المثير المنشور مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتناقلته العديد من المواقع والوسائل الإعلامية. والذي يظهر من خلاله عدد من الممرضين العاملين في مركز التأهيل الشامل بعفيف وهم يمارسون عملا إجراميا ضد طفل معاق من نزلاء المركز – وما خفي كان أعظم – في صورة من أرخص وأبشع صور الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية بل فيها انتهاك صارخ لشرف وأخلاقيات المهنة، ناهيك عن فطرة الإنسان وقيم ديننا، دين الرحمة ومكارم الأخلاق، الذي حثنا حتى على الرفق بالحيوان، فكيف بطفل معاق؟ تلك الفطرة والقيم التي أجزم أن قلوب وعقول هؤلاء الجناة قد خلت منها، وإلا لما قاموا بهذا الجرم! لقد تبادر إلى ذهني وأنا أشاهد هذا العمل اللا أخلاقي، ما تناقلته وسائل إعلامية قبل سنوات عن ممارسات – لا تقل قبحاً عما حواه المقطع – ارتكبت ضد نزلاء مستشفى الصحة النفسية في الطائف، وكيف تم تخدير الرأي العام الساخط آنذاك بجملة تصريحات ووعود بمحاسبة المتسببين. ولكن مرت الأيام دون أن يعلم الناس بالعقاب الذي ناله الضالعون في تلك القضية إن كان نالهم شيء منه. الآن، تكررت الجريمة، لم تتساو مع سابقتها، لكنها أعظم منها! لذا نطالب الجهات الرقابية والإدارية بسرعة التحقيق وتطبيق العقوبات الرادعة – علناً – وأقلها التشهير والتعزير بهؤلاء الجناة، ليكونوا عبرة لغيرهم، وكذلك رداً لاعتبار وكرامة الطفولة عموما، ونزلاء دور الرعاية والتأهيل على وجه الخصوص. هذه الفئة الغالية من مجتمع لا خير فيه إن هو تنازل أو تهاون في حقوقهم!.