لأنه المدرج الثائر ولأن الحدث كان يتطلب حضوراً مميزاً فإن العتب على قدر المحبة. ليس هذا مدرج الأهلي الذي يعرفه كثيرون بحبه الجنوني لفريقه الذي يُضرب به المثل في وقفته مع فريقه في كل المناسبات بحلوها ومرها وهو ما أفرز في النهاية عن قرارات مؤثرة على مستوى الفريق وعقود استثمارية غير مشهودة في تاريخ النادي. المناسبة كأس ولي العهد والملعب الجوهرة والمنافس النصر والظروف مؤاتية لليلة مجنونة في حضور المجانين. التيفو الأخضر بأيدي عاشقة يتوسد الجوهرة، وعيون تراقب المشهد والجميع ينتظر البث الجمالي الأخضر إلا أن إطار الصورة أصابه الخلل لتأتي تعليقات مسؤول الاستثمار عن خسائر مادية وجمالية ومعنوية. الأهلي ملك جمهوره وهي مقولة يعرفها المنافسون قبل الأهلاويين، لكن أن يحجم المدرج الثائر عن هذه الملكية في مباراة مفصلية تعني التأهل وفي ظل أوضاع فنية مميزة للفريق فذلك مثار عتب كبير. أتفق مع مَنْ قال حضر المدرج الأخضر لكن حضوراً في الجوهرة ليس كحضور في ملاعب أخرى أقل استيعاباً. الأهلي وفي الجوهرة أعطى شعوراً بالثقة وفي نفس الوقت أشاع الرهبة في معنويات منافسيه بسبب كثافة الحضور ونوعية التشجيع الذي يمارسه أنصاره. مباراة الأمس لم يكن فيها الحضور كما يأمل عشاق الكيان، ولم يكن أداء نجوم الفريق كافياً، وكاد الجهاز الفني أن يمنح النصر بطاقة التأهل للنهائي وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن الفريق تأهل وكسب الأهم. سيناريو برونو سيزار كان نقطة التحول، فتوقيت الهدف وطريقته كانا كفيلين بإيقاظ حالة التوهان التي كان عليها لاعبو الفريق. النصر الذي ينافس الأهلي لم يكن يستحق الخسارة، فقد لعب مباراة هجومية وسيطر على دقائق كثيرة، لكنه لم يكن ليسجل لولا الخطأ الذي وقع فيه بصاص وأسامة من خلال كرة الهدف النصراوي الوحيد. طار الأهلاويون إلى نهائي كأس صاحب السمو الملكي الأمير مقرن – أيده الله – من أمام منافس شرس وأبقى مدرجه الأسئلة في كل مكان عن تراجع نسبة حضوره في مباراة مهمة، وهو ما أظنه كبوة جواد أصيل سيعود سريعاً إلى مضمار السباق في موسم سباق المدرجات.