كوني أتأرجح على باب التلفزيون كل يوم، وأسمع معاناة قنوات تلفزيوننا مع الاعتمادات المالية القليلة جداً أصبحتُ أفكر كثيراً كيف ينظر وزير المالية إلى الإنتاج التلفزيوني السعودي وهل يتابع المسلسلات المحلية؟ وهل يشاهد مسلسلاتنا بعد المغرب في رمضان؟ وهل يعرف كم تكلف هذه المسلسلات؟ وهل يعرف كيف تمارس وزارته ضغوطاً جبارة لقصقصة موازنة التلفزيون السعودي كل عام؟ وهل يعرف أن وجود ميزانيات إنتاج لأي تلفزيون في الدنيا تعني نجاحه وارتفاع أرباحه في ظل وجود خبرات مهمة في التلفزيون تجلس سجينة أحلامها وهي قادرة على التطوير؟ هل يعلم وزير ماليتنا أن مائة مليون للدراما السعودية.. ستكون مائتي مليون من الإعلانات.. وهل يعرف أن المحتوى فقط هو الذي يجلب الإعلان؟ أنا هنا أرى أن المشاكل الكبيرة مثلا التي تعرّض لها التلفزيون السعودي مع وكيله الإعلاني، والعكس صحيح، كانت وما زالت متوقعةً.. لأنها بُنيت على أساسٍ لا يصلح إطلاقا في حالة التلفزيون السعودي، وهو نظام المناقصات الحكومية، التي ربما تنجح مع الإسمنت والحديد ولكنها لن تنجح إطلاقاً مع الثقافة والإعلام، لأن بناء المناقصة يتم على أساس تنافسي، لمن يدفع أكثر وليس على أساسٍ يدعم تطوير المحتوى التلفزيوني، وربما هناك أحداث لا نعرفها ولانريد أن نعرفها لكن الأهم أن مصالح الطرفين تعثرت، الكل داخل التلفزيون يعلم أنه كان من الأفضل أن تخصص كامل مبالغ الإيراد الإعلاني لتطوير المحتوى وهو في الأصل دخل ضعيف وسيتراجع أكثر وأكثر ما لم يتم فعلا تطويرالمحتوى والاستثمار في صناعة إنتاج تلفزيوني محلي من خلال دعم الشركات والمؤسسات الإنتاجية المحلية بما لديها من مواهب وأفكار، وكذلك بشراء وتمويل الإنتاجات الشبابية المحلية التي أبهرت الدنيا على اليوتيوب مثلا. ودعونا نتذكر دائما أن عيون المشاهدين السعوديين ستهاجر رمضان هذا العام أكثر عنكم فلا تتركوها تهاجر.