خلال العشرين يوما الماضية وانت تقيس الملايين التي صرفت على الاعمال الدرامية السعودية تشعر بنوع من الحزن والتفكير العميق في الوقت نفسه، الاعمال السعودية ناقشت اموراً في حياتنا لم تتبدل، موت المعلمات المستمر من الاحداث الاعتيادية التي تعودنا على متابعتها باستمرار، القضاء واسراره من السواليف المعتاده في مجالسنا، الفساد والرشوة لاجديد فيهما ، اذاً ما الجديد دراميا لدينا؟ ببساطة لا جديد !! مسلسل هوامير الصحراء يدور حول نفسه، كيف يمكن ان تقنعني بحماس بطلته ميساء مغربي لتوظيف السعوديين ودعمها بصفتها بنت ( طال عمره) لتحقيق هذا الامر ، مسكين من اخترع كلمة ( السعودة ) سبب لنا الكوارث بهذا المسمى دون ان يعلم ، الاعمال الكويتية تحديدا تدخلك اجواء الخيانات ، ولان المؤلفات سيدات طبعا الرجل الخائن الاكبر، حتى الممثل سعد الفرج الذي ولدنا على نجوميته مع حسين عبدالرضا في درب الزلق ، أراد ان ينهي تاريخه الفني بمسلسل اكثر من تافه . خلال متابعتي لردود وتعليقات الكثير من المشاهدين وخصوصا من اصحاب الرأي والإعلاميين عبر (تويتر وفيس بوك ) وجدت اننا السبب الحقيقي في رداءة الاعمال التلفزيونية لدينا، اصبح النقاش حول برنامج خواطر سطحي جداً، رغم ان هذا البرنامج هو الافضل حاليا على الاقل رغم التكرار في المضمون والملل من المحتوى في الجزء الحالي خصوصا، اعتبر الكثيرين ان الدواعي العنصرية لدى البعض هي السبب في نقده، واعتبر البعض ان البرنامج يخفي الإيجابيات لدينا ويعرينا امام الاخرين ، تفسيرات متعددة مازلنا ندور في فلكها، لأننا ببساطة المجتمع الوحيد في العالم الذي ينقد الآخرين ولا يجرؤ على نقد نفسه . قبل فترة ذكرت ان مذيع اخبار مخضرماً حزين لأن المسؤول التلفزيوني انتقده لانه يبتسم، وخلال الايام الماضية تابعت شخصيا كيف استطاع شاب صغير في العمر وكبير بالموهبة من كسر ركود وروتينية التلفزيون السعودي بحديثه وبتلقائية شديدة مع المشاهدين، جعلت من وكيل وزارة الثقافة والاعلام عبدالرحمن الهزاع يقول له بدعابه (انت مفلوت من لسانك) انه هشام الهويش ولكي نعيش قمة التناقض والفكاهة واسمعوا اللغة العربية والرسمية المصطنعة للهويش في اول الحلقات واسمعوه وهو يتحدث عن التفحيط عند دوار الساعة بمدينة عنيزة على الهواء مع احد المشاركين ببرنامجه لنعرف اننا نملك التغيير ولكن لا نريده ، منذ اكثر من عشر سنوات وطموح الممثل السعودي ان يضحك وبأي طريقة، لأن التصور داخل تفكير الكثيرين ان ابوضحكة جنان هو النجم في السعودية !! لم يتبق خليجياً من اللاعبين على وتر الاضحاك خير وسيلة لقلوب المشاهدين سوى طارق العلي وفشل فشلا ذريعا من وجهة نظري في ( الفلتة) على ال MBC وهذا امر طبيعي. لدينا لا يتم تصنيف ممثل كوميدي خفيف الظل ومكافح هو فهد الحيان بسبب ان اعماله تعرض على قناة دبي، امر طريف سبب عدم تصنيف تلفزيوننا له، وللأمانة ان فهد الحيان نجح في كسب ثقة قناة هامة ويواصل حتى الآن تقديم عمله ( غشمشم) من خلالها وبصورة مختلفة عن الآخرين. التناول السابق المدعوم ببعض الأمثلة هو تلخيص لواقع تلفزيوني نعيشه، اعتدنا فقط ان نكرر في كل عام نفس الاسطوانة من النقد العفوي، ولم نشخص واقعنا برؤية صادقة، تناول الدراما لدينا لقضايا متعششة فينا تحتاج لدراسات تتعامل مع هذا الطرح بجدية وواقعية، وان لا نلتفت لمن يدعون المثالية الزائفة في مجتمعنا ، فما شاهدناه وهو الواقع للأسف يؤكد اننا تطورنا كان في بعض النواحي المادية والشكلية ، ولم نتطور اجتماعيا ، نحتاج لجرأة هشام الهويش ولانحتاج لأمور مجرد ذكرها مأساة ، لن ننتظر في كل عام القصبي والسدحان والمالكي ليكونوا هم وحدهم الجرئيين ، نحتاج لأعمال تلفزيونية تتناسب مع تفكيرنا المستقبلي ، لا نريد ان نصاب من الملل من أعمالنا المكررة لكي لا نكره نجومنا، نريد ان نكون ببساطة بدون رسمية ، نريد ان نشاهد في الشريط الاخباري في نشرات تلفزيوننا الرئيسية اخبار حوادث المعلمات بدلا من خبر انقلاب حافلة في بنغلاديش مثلا، لا نريد ان ننتظر فايز المالكي يكرر نفس المشاهد بهذا الخصوص، نريد منه امور اخرى نحتاجها دراميا هو وزملائه الاخرين!