تفقد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي مبنى التليفزيون السعودي وشاهد بأم عينه الإمكانات الضخمة التي تتمتع بها استديوهات القنوات السعودية بدءا بالأولى ومروراً بالمميزة جداً الإخبارية وانتهاءً بآخر الاستديوهات تجهيزاً وأكثرها حداثة، استديو القناة الثانية. وأعتقد أن رد فعل الدكتور عادل كان شبيهاً بالتساؤل الذي دار في مخيلتي حينما ذهبت بجولة وشاهدت الإمكانات الضخمة على أرض الواقع قبل أشهر قليلة، وهو كيف يمكن أن لا تعكس الشاشة الفضية كل هذه الضخامة الفنية لهذه القنوات لمرأى ومسمع المشاهد؟ وأعتقد أن معاليه يتفق معي بأن الإعلام بات صناعة متكاملة تنطلق من قيادة عليا متخصصة في صناعة النهج الإعلامي للقنوات وصياغة محتواه وطرق عرضه ودمج كل الإمكانات المتوفرة لعملية اتصال متكاملة مع المتلقي، وقبلها تحديد شريحة المتلقين لكل قناة/برنامج بعناية فائقة ومخاطبة كل متلقٍ بالخطاب والوقت المناسب له. وربما لاحظ الدكتور عادل أن قناةً كالإخبارية مثلاً تعد أنموذجا حديثاً في غرف الأخبار والمونتاج وال(workflow) ومختلف التجهيزات الفنية كما لا تنقصها الإمكانات البشرية بمذيعين ومذيعات بمستوى أكثر من جيد، إلا أن السؤال يظل قائماً حول هيكلة البرامج وآلية المداخلات واستمرار النهج القديم بالمداخلات المطولة جداً حد الملل في الوقت الذي تتجه فيه القنوات العالمية إلى تسخير برامج ك (السناب شات) لإيصال رسائلها الإعلامية بثوان محدودة جداً فضلاً عن ما يحدث في القنوات ذاتها من اختصار غير مخل للمادة المعروضة بشكل يتماشى وعصر السرعة ومتطلبات المتلقي. أثق أن الدكتور عادل وبخبرته العريضة سيلحظ أهمية إدارة المنشآت الإعلامية بالشكل الذي يتلاءم وتجهيزاتها الفنية، كما أعيد التذكير بالتوأمة مع أقسام الإعلام والاتصال في الجامعات السعودية للاستفادة من خريجي التخصص للانخراط في الصناعة الإعلامية مباشرة.