آه يا حزني، وآه يا دنياي دون والدي ومليكي عبدالله، لم ألتق بك لكني قابلت ابتسامتك، قابلت كلماتك، قابلت دمعتك وقابلت روحك، أشعر بأني أنا التي دفنت داخل ذلك القبر، ونُثر علي التراب، فما آلمه من منظر، يا والدي مع شدة خوفي إلا أني تمنيت أن أجلس إلى جانب قبرك وأحكي لك بدمعي مدى رغبتي بوجودك معنا، وأطلب منك أن ترجع قليلاً، ارجع نريدك، ارجع يا والدي. رحمك الله يا والدي الملك وأحسن الله عزاءنا فيك، وربط على قلوبنا بالصبر، رحلت! لكن مازال خيرك وعملك معنا وفينا وبيننا، وثقتنا من بعدك ليدك اليمنى ملكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وها نحن الآن نتسابق لنبايع ولي أمرنا الذي وثق فيه والدنا الراحل وهو أهلٌ لها وأصلح، فلك من شعبك الإخلاص والمحبة والطاعة. ما يزعجني حقاً حالياً -مع أنهم موجودون في كل وقت- هي فئة واحدة وهي فئة الأفاعي!، نعم الأفاعي التي تمكّنت من حفر جحورها واستكنت لتبدأ في بث سمومها خفيةً، فعندما يتم الإعلان عن كمية الحزن والألم لشعبٍ فقد ملكه يبدأ فحيحهم، «يا مطبلين.. يا منافقين.. يا جاهلين» !!، وعندما أيضاً يفرح الشعب في انسيابية انتقال الحكم «كما اعتاد» ويبايع ملكه القديم الجديد سلمان تسمع أيضاً فحيحهم يا مطبلين.. ويا منافقين.. ويا جاهلين!!، عذراً أيها الحاقد أرني نفسك!! أم إن الظلام جعل منك فاقداً لهويتك وشخصك؟!، نعم نحن شعبٌ اجتث قلبه بنبأ فقدان عبدالله ونعم نحن شعبٌ أعاد زرع قلوبنا سلمان، نحن شعبٌ بايعنا ورضينا بحكم ملكنا عبدالعزيز رحمه الله فما بالك بانتمائنا إلى أبنائه الذين لم يكتفوا بانتمائنا لهم فقط بل جعلوا من محبتهم أصلاً في حياتنا مهما اختلفنا في أمرٍ ما أو طمحنا بالمزيد فالأصل المحبة وغيرها عتاب أحباب. وإذا كنتم تريدون تحييدنا عن أمرنا وتسمون حبنا وولاءنا لولاة أمورنا تطبيلاً!!، فسأريحكم وأصرح نيابةً عن الملايين.. نحن مطبلون مع مرتبة الشرف، فبصوت الشعب الواحد امض يا سلمان ونحن خلفك، امض وأكمل مسيرة الراحل عبدالله، امض وأرنا مستقبلك الذي نؤمن بإشراقته ونتباهى بما سيحصل فيه قبل أن يبدأ.