أوصى المشاركون في ندوة «دور الجامعات والمراكز البحثية والثقافية في حوار الحضارات» التي نظمتها جامعة الإمام محمد بن سعود ممثلة في كرسي حوار الحضارات بالتعاون بين جامعة الإمام وجامعة السوربون، باريس 1، والتي اختتمت أعمالها يوم أمس الأربعاء، بالتأكيد على أهمية دور الجامعات والمراكز البحثية والثقافية في حوار الحضارات باعتبارها بيئات موضوعية يمكنها أن تسهم بحرية دون حسابات فكرية أو مذهبية، ودعوتهم إلى بذل مزيد من الاهتمام بهذا المجال، والعمل على تعزيز الإيمان بالاختلاف الفكري والثقافي بين منسوبي هذه الجامعات من الأساتذة والطلاب، وبذل مزيد من الجهود لترشيد الاختلافات وتوجيهها إلى ما يحقق الفهم المشترك. كما رفع المشاركون برقية عزاء ومواساة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولسمو ولي عهده الأمين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، وللأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيدين في الوقت نفسه بمآثره -رحمه الله- في كافة المجالات وعلى رأسها حوار الحضارات، حيث أولى -رحمه الله- هذا المجال أهمية قصوى تنطلق من رؤية المملكة، وأطلق عدة مبادرات دولية أدت إلى إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات. كما دعا المشاركون كرسي حوار الحضارات وجامعة الإمام إلى العمل على توثيق جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- والمملكة العربية السعودية في مجال تعزيز مسيرة حوار الحضارات، وإرساء مبادئ السلام والعدل في العالم، كما أوصوا أيضاً بالتأكيد على أهمية أن تُعنى الجامعات في برامجها وخططها ومقرراتها الدراسية بالقضايا ذات الصلة بحوار الحضارات، على أن يشمل ذلك جميع الطلاب في مختلف التخصصات الإنسانية والاجتماعية والعلمية التطبيقية، وأن تسعى الجامعات إلى إتاحة البيئات اللازمة لنمو التلاقي والتلاقح الفكري والثقافي بين الطلاب، خصوصاً طلاب الدراسات العليا، وكذلك التأكيد على أهمية عمل الجامعات والمراكز البحثية والثقافية على تهيئة وتعزيز فرص الالتقاء بين العلماء والمفكرين والمثقفين والمهتمين بحوار الحضارات للإسهام في توفير أطر مرجعية ثرية تبلور مفاهيم الحوار وحدوده، وتعالج ما يعترضه من مشكلات منهجية. ودعا المشاركون في الندوة إلى تبني الجامعات السعودية والدولية إنشاء كراسي ومراكز بحثية مشتركة للإسهام في دعم حوار الحضارات والحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وتطوير القوانين والأنظمة واللوائح المنظمة للشراكات العلمية والبحثية بين الجامعات والمراكز البحثية والثقافية السعودية والدولية، لدعم مسيرة الحوار بين الحضارات، والتغلب على التحديات التي تواجه هذا المجال، ودعوة الكرسي إلى تنظيم برامج تدريبية تهدف إلى تطوير إمكانات المتخصصين والمهتمين بموضوع حوار الحضارات داخل المملكة وخارجها. كما دعا المشاركون الجامعات والمراكز البحثية والثقافية إلى الاستفادة من المداخل والنظريات الاتصالية الحديثة للتغلب على البيئات المشحونة، وذلك بإثبات الذات والأسبقية والريادة، والانطلاق إلى عوامل التصالح والتقارب، وتكوين علاقات متسامحة حقيقية بين بني البشر، ويوصي المشاركون بضرورة إخضاع ممارسات وسائل الاتصال عبر العالم في الحوار الحضاري، ويرحبون بتوجه كرسي حوار الحضارات إلى عقد ندوة دولية حول دور وسائل الاتصال في حوار الحضارات، والدعوة إلى عقد هذه الندوة بصفة دورية بين الجامعات والمراكز البحثية والثقافية المهتمة بحوار الحضارات عبر العالم. وفي ختام الندوة رفع المشاركون برقية شكر وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، لموافقة المقام السامي على عقد هذه الندوة، ولما توفر لها من أسباب النجاح، كما قدموا شكرهم لمعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن عبدالله السبتي، على رعايته الندوة، وشكروا جامعة الإمام وكرسي حوار الحضارات المقام بالتعاون بينها وبين جامعة السوربون، باريس1 بانتيون، على ما لقيه المشاركون من حسن الإعداد والتنظيم وتوفير كافة سبل نجاح هذه الندوة. يُذكر أن الندوة التي عُقدت يومي الثلاثاء والأربعاء 27-28 يناير 2015 حظيت بمشاركة مديري ورؤساء الجامعات السعودية والعربية والدولية، وأعضاء اللجنة الدائمة للحوار في المملكة، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إلى جانب عدد من رؤساء المراكز البحثية والثقافية المتخصصة في حوار الحضارات، والباحثين من داخل المملكة وخارجها، على مدى يومي 27-28 يناير 2015 تحت رعاية وزير التعليم العالي الدكتور خالد السبتي.