أوصى المؤتمر الدولي لمكافحة وباء السكري «2030 – هل نحن مستعدون؟» الذي تنظمه الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء بالتعاون مع الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، بإقامة مشروع وطني لمكافحة السكر والسمنة في المملكة يضم 9 جهات حكومية تتبنى العمل على الحد من الارتفاعات المخيفة لمرضى السكري والسمنة قبل الوصول إلى «الهاوية»، خاصة بعد أن كشف الاتحاد الدولي للسكر أن عدد المصابين بالسكري في المملكة سيرتفع بحلول عام 2030م من 24% إلى 50% في ظل غياب البرامج وتوحيد جهود الوزارات ذات العلاقة، فيما يتوقع الاتحاد الدولي للسكر إصابة 500 مليون شخص في العالم في عام 2030م. وكان أمين عام الجمعية الدكتور كامل سلامة، كشف أن المملكة تأتي في المرتبة الأولى في نسبة تفشي مرض السكري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة وصلت إلى 24%، فيما تتبوأ المملكة المركز السابع عالمياً في نسبة تفشي المرض، بحسب الإحصاءات الرسمية الموثقة، كما أنها الأعلى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تفشي السكري من الدرجة الأولى في الفئة العمرية بين 10-14 سنة في ظل وجود 31 طفلاً من كل 100 ألف طفل يصابون بهذا النوع. كما تأتي في المركز الخامس عالمياً والثالث خليجياً في السمنة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن 36% من سكان المملكة مصابون بها «44% من النساء و26% من الرجال»، فيما بلغت نسبة تفشي السمنة بين الأطفال 18% بمعدل 3 ملايين طفل سمين، 50% منهم معرضون للإصابة بالسكري. ونوه إلى أن إحصائية السكان في المملكة لعام 2012 توضح أن هناك 5.7 مليون سعودي مصابون بالسمنة بسبب قلة الحركة، كما أشارت إلى أن 33% من الرجال و50% من النساء لا يمارسون الرياضة. وكشف سلامة أن تكلفة علاج المريض 1333 دولاراً للفرد سنوياً، فيما تبلغ ميزانية المملكة لعام 2014م، 236 مليار دولار، تستقطع منها وزارة الصحة 29 مليار دولار، تذهب 10 مليارات دولار لمقابلة تكلفة علاج مرضى السكري أي 34% من الميزانية. من جانبه، توقع ممثل الاتحاد العالمي للسكر الرئيس التنفيذي للجمعية القطرية للسكر الدكتور عبدالله الحمق، أن يتم استخدام الخلايا الجذعية في علاج السكري خلال العامين المقبلين، حيث يسعى الباحثون إلى تطوير هذا العلاج بالتعاون مع معهد السرطان في بوسطن. وكشف أمس خلال اختتام المؤتمر، أن التوصل إلى علاج ناجع لداء السكري بات قريباً، وتتلخص فكرة العلاج في إنتاج خلايا «بيتا» من الخلايا الجذعية التي لا تحارب الجهاز المناعي، وسيساعد هذا العلاج على حفظ توازن الجهاز المناعي، وسيكون بديلاً لمضادات السكري الاعتيادية وعلاجاً ناجعاً للمرض من خلال عدة مراحل، وسيوفر هذا العلاج من 25% إلى 30% من تكاليف أدوية السكر المتعارف عليها. وأضاف الحمق أن نسبة الإصابة بالسكري ارتفعت في الآونة الأخيرة بدءاً من الثمانينيات وحتى عام 2014 نتيجة لتغير نمط المعيشة في منطقة الخليج وقلة الحركة والاعتماد على الوجبات السريعة. وقال إن نسبة الإصابة تبلغ 3% سنوياً من معدلات السكري على مستوى العالم، واعتبر نسبة الإصابة بالسكري في المملكة هي الأعلى على مستوى دول الخليج. وشدد على قضية الوقاية من خلال التثقيف الصحي ومحاولة تقليص تكاليف علاج السكري التي استنزفت أكثر من 25% من ميزانيات وزارات الصحة في الخليج، مما يستدعي اتخاذ كل التدابير اللازمة لمكافحة المرض.