قد يكون البحث عن الذات في بعض الأوقات كالبحث عن «إبرة في كومة قش». كيف تجد ذاتك في مجتمع ينتقد حديثك عن مشاعرك حتى أصابتنا إعاقة في المشاعر. نضطرب.. يمتلكنا الخوف.. وتستحلنا الرهبة إن سُئلنا عن مشاعرنا أول ما يخطر على البال.. كيف سيفسر حديثنا..؟! وأي حكم سيصدر على شخصيتنا..؟! أصبحت مشاعرنا مقيدة.. وحروفنا أيضاً مقيدة.. وتصرفاتنا وردود أفعالنا مقيدة.. «أصبحنا مسيرين في المشاعر وليس مخيرين». أصبحنا في مثل تلك المجتمعات «سجناء» بلا أبواب مغلقة.. أو أسوار مرتفعة.. أو حكماً بعقوبة زمنية أو جسدية. أصبحنا سجناء بحكم المؤبد.. سجناء لنظرة وتفكير مجتمع. أصبحت البساطة في ردة الفعل تجعلك في دائرة المنتقدين وقد تقع في دائرة الظنون السيئة. أصبحت مشاعرنا مخجلة لنا أو محرّمة هكذا تصدر الأحكام في مجتمعي. مشاعرنا أصبحت أشبه با لابتلاء يجب سترها عن أعين الآخرين.. ومجرد التحدث عنها يجعلك عارياً في مجتمع محافظ ومتدين. إلى متى ستبقى تلك المجتمعات كالأسوار المرتفعة تحتجزنا عن مدن الحياة…؟! ومتى نستطيع تنفس مشاعرنا ببساطة وسهولة…؟!