تداخُل كلمتي (هذا عيب) و(هذا حرام) أكسب هذين المفهومين فهماً خاطئاً، فلكل منهما مفهوم مختلف عن الآخر، فالعيب له صلة بالذوق والأدب، أما الحرام فهو كل ما حرم الله فعله ويعاقب فاعله، ولكن اختلاط هذين المفهومين أنشأ جيلاً يخاف من انتقادات المجتمع له، وينسى مراقبة الله في سلوكياته نتيجة التربية الخاطئة، فالعيب نبع من بعض العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال، متناسية أن بعضها نابع من جهل وقلة وعي وضعف الوازع الديني. كيف لطفل أن يفرق بين العيب والحرام ونحن ننشئه تنشئة خاطئة، فعندما يبكي تجدنا بسبب العادات الخاطئة نرسخ فيه أن بكاء الرجل عيب!! هل الدين حرم بكاء الرجال؟ أصبحنا نحرم ما أحله الله تحت عبارة «عيب»، ويرفض المجتمع أموراً تحت هذه العبارة، فأصبح الفرد لا يستطيع أن يقبل بالوظائف البسيطة كعامل أو سائق أو بائع لأن المجتمع لا يقبل تلك المهن، ويراها عيباً على الفرد السعودي تحديداً أن يزاولها. ثقافة العيب أصبحت تسيطر على المجتمع خوفاً من انتقاداته الجارحة، وأصبح يربي أبناءه على هذه الثقافة الخاطئة، فالأطفال يجب أن ينشأوا تنشئة صحيحة تفصل بين العيب والحرام في سلوكياتهم. الزواج من غير القبيلة حتى وقتنا الحاضر يعتبر عيباً عند بعضهم بسبب العادات التى ورثوها، متناسياً قول رسول الله «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه». ولا شك أن كل أمر يحتمل الصواب والخطأ، فكذلك هي العادات مثلما أوجدت بعض العادات الخاطئة أوجدت أيضاً العادات التي نفخر بها وحث عليها ديننا الإسلامي كإكرام الضيف واحترام الكبير وتوقيره، فتلك العادات هي التي يجب أن نحافظ عليها لأنها نابعة من الدين الصحيح، فالمجتمع الذي يجعل تطبيق الدين أولى من تطبيق العادات هو المجتمع الصحيح.