في السابق كانت الأسرة والمدرسة والبيئة المحيطة هي العناصر المؤثرة في تشكيل ثقافة وشخصية وعادات الشباب قبل أن يحل ضيفاً جديداً أصبح شريكاً في التربية وبناء الشخصية وهو الإعلام والانترنت حيث ساهم ذلك في اطلاع الشباب على ثقافات وعادات الشعوب الأخرى ما ساهم في تأثره ببعض هذه العادات والثقافات حيث طالب العديد من الشباب بأن يتركهم المجتمع للعيش بحرية دون التدخل في أمورهم وأسلوب حياتهم ما دام ذلك لا يخالف الدين والقانون متمنين أن يجدوا الدعم والمساعدة من الجميع وتوفير البرامج والأنشطة الرياضية والاجتماعية التي تساعدهم على ملء وقت فراغهم بما يفيد. فكر جديد في البداية يقول محمد الزهراني إن «ظروف الحياة وطبيعة العصر الحالي تغيرت عن السابق حيث تغيرت الكثير من العادات وأسلوب التفكير وأصبح الشباب في الوقت الحالي يختلف بتفكيره وطبعه عن الجيل السابق والذي يتمسك بعاداته وتقاليده بشكل كبير جداً لا سيما في ما يخص اللباس والتعامل مع الأغراب والضيوف وتنفيذ الأوامر التي تصدر من الوالدين دون تفكير أو مناقشة»، مضيفاً ان «الشباب في هذا الوقت لديه اراؤه وأفكاره التي يؤمن بها ولا يحبذ أن يفرض عليه أحد أسلوبه أو نمط تفكيره حتى ولو كان والداه أو أقاربه بسبب اطلاع الشباب على نماذج ومصادر مختلفة من الثقافات والعادات الجديدة». ظروف الحياة وطبيعة العصر الحالي تغيرت عن السابق حيث تغيرت الكثير من العادات وأسلوب التفكير وأصبح الشباب في الوقت الحالي يختلف بتفكيره وطبعه عن الجيل السابق.عصر التقنية ويتحدث محمد الحمد بأن «السنوات القليلة الماضية أصبح العالم قرية صغيرة بفعل تطور وسائل الاتصال والإعلام حيث أصبح أي حدث يحدث في أي بقعة في العالم يطلع عليه الناس في جميع الدول خلال دقائق بسيطة بالصوت والصورة، إضافة إلى أن وسائل الاتصالات الحديثة والانترنت وازدياد معدلات السفر بين فئة الشباب إلى العديد من دول العالم واطلاعهم على ثقافات وعادات مختلفة وأسلوب حياة ومعيشة مختلف ساهم في التأثير على الكثير من الطباع والعادات، حيث أصبح الشباب يسعى إلى محاكاة الكثير من عادات الشعوب المختلفة سواء في اللباس أو الطعام أو أسلوب التفكير». انتقادات ويستغرب محمد ضيف الله الغامدي من كثرة النقد والهجوم على الشباب في الوقت الحالي من خلال انتقاد اللباس أو أسلوب الكلام أو غيرها من العادات الجديدة التي أصبح الشباب يسايرها ويقلدها مضيفاً ان «الحياة تغيرت ومن الخطأ أن تفرض على الشباب الحالي أن يفكر ويعيش مثل الجيل السابق، فيجب على الجميع أن يتركوا الشباب يعيشوا كما يريدون ولدى الشباب الحرية الكاملة في أن يعيش كما يريد مادام أن ذلك بشكل مسئول ولا يخالف الدين أو القانون فالشباب في الوقت الحالي أصبح يلبس على الموضة العالمية ويحاكي التطور بكافة أشكاله وأصبح الشاب متشابها إلى حد كبير للشباب في المغرب أو تركيا من ناحية اللبس أو المظهر أو التعامل مع التقنية والمجتمع». خدمات غائبة ويوضح علي محمد العويس أن «الشباب من الفئات التي تعاني في المجتمع من خلال قلة أو محدودية البرامج والمنشآت والخدمات المقدمة لهم من ناحية الترفيه أو التثقيف أو تنظيم الأنشطة الاجتماعية والرياضية المناسبة لهم وشغل وقت فراغهم بما يفيد وينفع بل ان الكثير من الشباب أصبح يتسكع في الشوارع والطرقات وأصبح يتجه إلى العديد من الممارسات والسلوكيات الخاطئة بسبب عدم وجود برامج ومراكز شبابية مفيدة لهم تحتضنهم وتنمي قدراتهم وطاقاتهم وتساهم في اعدادهم وتهيئتهم لتجاوز هذه المرحلة الحساسة من حياتهم إضافة إلى ضرورة تفعيل دور المدارس وفتح أبوابها أمام الطلاب خلال الفترة المسائية وذلك للسماح باستخدام ملاعب المدارس في ممارسة الرياضة أو إقامة دورات تعليمية تثقيفية للطلاب في كافة التخصصات المختلفة». دور مفقود ويؤكد عبد الله العمران أن الأسرة في السابق من خلال الأب أو الأم كانت حريصة على تربية أبنائها بالشكل الصحيح فكانوا يخافون من وقوع أبنائهم في الخطأ أو العيب حيث كانوا يتدخلون في كل صغيرة وكبيره في شئون أبنائهم وكانت الأسرة في السابق متماسكة وبسيطة وكل فرد يعرف أخبار جميع أفراد الأسرة ويشارك في القرار والمشورة كما أن المدرسة في السابق كانت حريصة على التربية والتعليم بشكل متوازٍ والمعلمين يؤدون عملهم بكل تفان وإخلاص، أما في الوقت الحالي فأصبحت الأسر مفككة وكل فرد لا يعرف عن ظروف أخيه أو أخته الذين يعيشون معه في المنزل كما أن الأب أصبح مشغولاً في أعماله وتجارته والمدرسة في الوقت الحالي أصبحت لا تؤدي عملها بالدور المأمول من ناحية التربية والتوجيه وأصبح الكثير من المدارس خطرا على كثير من الشباب بسبب وجود نماذج سيئة من الشباب الذين ينقلون العادات والتصرفات السيئة لزملائهم الشباب». الدعم والمساندة ويؤكد خالد الخليل أن «الشباب في الوقت الحالي بحاجة إلى الكثير من الدعم والمساندة من جميع الأطراف خصوصاً من الأسرة والتي تتحمل العبء الأكبر في توجيه الشاب وتوجيهه من خلال فتح حوار مباشر بين الأب والأم وتجاوز كافة العقبات والصعوبات التي تواجه الشباب والوقوف معهم في الصغيرة والكبيرة والحفاظ عليهم من رفقاء السوء، كما أن المدرسة يجب أن تقوم بدورها في مساعدة الشباب وتزويدهم بالعلم النافع الذي يساعدهم للاطلاع على كافة شئون الحياة ومعرفة ما يدور حولهم في المجتمع».
التعليم والأسرة وإمام المسجد ساهموا في ضياع هوية الشباب أجمع المختصون، معهم الاعلاميون المواطنون، أن جيل الشباب مسلوب الارادة والهدف، تائه بين عصرنة المعلومات ووسائط الاعلام المتعددة، لأنه واقع تحت تأثير التمييع التربوي في البيت والمدرسة، وهو ما أحدث خللا في المنظومة الاجتماعية والتربوية وسط الزخم الايدولوجي الذي يحيط بجيل اليوم من كل حدب وصوب. وحدد ضيوفنا في هذا الاستطلاع أسباب ضياع هوية الشباب، وانحرافهم، ففيما حمل البعض التعليم المسؤولية كاملة وراء هذا الانحراف، رأى آخرون أن دور المسجد الذي كان في السابق يوجه وينصح ويرشد، بات غائباً تماماً، وهو ما ترك الشاب فريسة في أيدي الثقافات الغربية، حتى اصبحوا مؤدلجين وراحوا ضحية مجتمع غير قادر على احتوائهم واعطائهم الفرصة للتعبير عما يريدونه. عادات غريبة قال الإعلامي مشعل العنزي «بلا شك هناك الكثير من العوامل التي تساهم في تغير المجتمع، سواء في فئة الشباب أو حتى كبار السن، اما بالنسبة للشباب، فالتغيرات التي تحدث لهم حاليا هي أسرع بكثير من اي جيل شبابي سابق، نظرا للوسائل التي اصبح الجيل الحالي من الشباب يتواصل بها ويطلع من خلالها على العالم، ففي السابق كان العامل شبه الوحيد في تغير عادات الشباب، هو السفر الى خارج البلاد واستجلاب عادات غريبة وتصرفات أغرب». تغييرات جذرية وتابع العنزي «أما الآن، فثورة الانترنت ساهمت بشكل لافت في تغيير الشباب ودفعهم لتبني عادات وتقاليد وتصرفات غريبة ، ربما من باب حب التميز أو رغبة منهم بأن يكونوا مختلفين، حتى ان فئات من الشباب اصبحوا يخترعون لانفسهم عادات وسلوكا خاصا بهم، مثل الدرباوية وغيرهم». وبين العنزي أن هناك فجوة بين جيل الآباء والاجداد في التعامل مع التقنية والانترنت، ما جعلهم في موقف يصعب عليهم فيه المراقبة والانتباه لجيل أصبح يتجاوز محيطه الى عالم خاص به، عبر فضاء الانترنت الذي يعبر المحيطات ويتجاوز الحدود». الخطاب الثقافي واضاف العنزي «ضعف ثقافة شبابنا ساهم في ميلهم لتبني أي ثقافة أو سلوك آخر حتى لو كان مجرد عبث لا فائدة، منه»، مؤكدا بذلك غياب المشروع الثقافي التنويري الذي يجب ان تمارسه المدرسة والنشاط اللاصفي في الوقت الذي يجب ان يكون وفق ميول الشباب وهواياتهم فمدارسنا اغلبها جدران صماء لا يمارس خلف اسوارها سوى التلقين، على الرغم من انها يفترض أن تكون بيئة محفزة على البحث عن أي شيء يتعلق به الشاب». واقع مخيف ويضيف العنزي «إن الواقع الذي يعايشه الشباب مخيف جدا، ولا يدعونا الى الاستغراب من انحرافات الشباب لانهم فعلا مظلومون الى ابعد الحدود، مع واقع التعليم الجاف الموجود لدينا، الذي يريد الشباب مجرد ببغاء في قفص لا يردد سوى ما يلقن له، لا يريده طموحا ولا مبدعا، والشباب يبحث من ذاته وعن اي فكرة يتبناها، وقد يميل إلى أي سلوك غريب، إذا لم يجد من يوجهه ويرشده، ولذلك قد يلهث الشاب وراء أي سلوك غريب بلا هدف حقيقي، وهذا بدافع الفراغ وعدم المبالاة التي يجدها الشباب في المدارس التي من المفترض ان تكون بيئة محفزة وداعمة ومشجعة لهم على ممارسة ما يحبون من رياضات وفنون وهوايات. حرية بلا حدود ويقول يسلم عمارة إن إمام المسجد كان له دور في توعية الشباب، ويضيف: « في رأيي ان الضياع له عوامل رئيسية وثانوية، ولا شك ان ترك الفرد ما بين افراط وتفريط هو أهم العوامل لضياع الهوية، فإما حرية الى حد عدم وجود مكابح تحد من رغباته ونزواته، وتجعل كل شيء مسموحا به او كبت، وكأنه يعيش في عصور اوروبا المظلمة خاصةً مع الانفتاح الذي لا يمكن مقاومته في عصر العولمة والاجهزة الذكية كما اننا قصرنا في ابراز جمال هويتنا وما تحمله من عدل الاسلام وسماحته وشجاعة العروبة ونخوتها ما جعل الفراغ لدى الشاب الذي لا يرى مثلاً للحياة العصرية والمدنية الا الغرب بكل علاته وتفاهاته، ومع كثرة القنوات المحافظة التي تحاول نشر فكر منضبط ومفاهيم سليمة، الا انها لا زالت تفتقر الى عامل الجذب الذي يستهوي الشباب ومسايرة العصر». تربويون: شبابنا تأثروا بالغرب.. فكسروا رقبة اللغة العربية حذر التربويون العاملون في إدارة تعليم مدينة جدة من تأثير الأفكار الغربية في عقول شبابنا الأمر الذي أصبحت معه اللغة العربية لغة مهمّشة، ولا يستوعبها غالبية الشباب، الذي بات يميل إلى التقليد والاستنساخ ومحاكاة الآخرين، مؤكدين أن الغالبية العظمى من الشباب غير قادرة على فهم آيات من القرآن، أو نطق الكلمات العربية بطريقة سليمة. وانتقد التربويون خلال حديثهم ل «اليوم» تربية الآباء لأبنائهم الذين بحسب قول بعضهم يحرصون على تعليمهم منذ الصغر الكلمات الأجنبية، وقد يشعر الأب بالفخر الشديد إذا رأى ابنه يتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة، والتالي افتقد المجتمع أبسط معاني الاعتزاز بالهوية العربية، ولعل الكثير لا يستطيع حتى تكوين جملة عربية مفيدة». آيات القرآن في البداية تساءل أحد كبار التربويين بجدة سعود سعدي: «هل هناك أعظم من الاعتزاز باللغة التي شرفنا الله بها وجعلها لغة لأطهر الكتب؟ حيث إن الابتعاد عن معرفة اللغة العربية ومعانيها الجميلة يجعلنا لا نفهم ما نقرأه من آيات القرآن الكريم ونقرأ القرآن دون استيعاب أو تدبر لمعاني ألفاظه، ولا حتى نستمتع بالإعجاز العظيم في كلماته وأسلوبه، فهو يجمع بين قوة اللفظ وعذوبة المعنى وجزالته والدقة العالية في نظمه.. إذا ما الحل؟». وأوضح سعدي: إن الحل أن نعتز بهذه اللغة أو بالأحرى بهذه الهوية، ونعززها في نفوس أبنائنا، ونعطيها قدرها من التعظيم والفخر بأننا من أصحاب هذه اللغة، وننمي بداخلهم الحب لها ونعلمهم معنى الانتماء للغة العربية الفصحى، حتى لا نفقد نحن ولا الأجيال القادمة هذه الهوية التي أنعم الله بها علينا.. ألا يحق لنا الفخر بأن اللغة العربية هي لغة الدين التي يتعلمها الغرب ليفهموا بها قواعد الإسلام وأركانه، ولتكن لدينا بعض الغيرة على هذه اللغة وإلا فسنعيش بلا هوية». نشأة إسلامية من جهته قال أحد القادة التربويين فايز ابو ثمال: إن الآباء لهم دور بارز في تنشئة ابنائهم نشأة إسلامية صحيحة لا تتأثر بالافكار الغربية مهما تغيرت الظروف وإن عاشوا في ديار الغرب، وذلك حفاظاً على عادتهم وتقاليدهم التي نشأوا عليها وأخذوها من آبائهم وأجدادهم، وحرصهم على عدم الانجراف وراء الأفكار الشاذة والمنحرفة والتي تنافي عادات وتقاليد مجتمعنا السعودي، ومن هنا أشدد على دور الآباء في التربية». فئة الشباب وبين ابو ثمال أن السنوات الأخيرة بدأت تنتشر فيها ظاهرة اجتماعية خطيرة في المجتمعات العربية عامة والمغرب بشكل خاص هذه الظاهرة هي التحدث بغير العربية، وهي تهدد في الأساس فئة الشباب وتجعل المجتمع على شفا حفرة, لأنها تهدد الفئة التي من شأنها أن تقود المجتمع نحو الأمام الأفضل. واشار ابو ثمال بأن الصداقة تلعب دورها إذ إن الصديق المتزن والمتحلي بصفات أخلاقية حميدة لابد أن يزرعها فيمن يرافقه والعكس صحيح لذلك على الشباب أن يكونوا على حيطة كبيرة وهم يقومون باختيار الصديق فلا ينبغي اختياره على حسن مظهره أو من أجل السيارة التي يركبها». الشخص الضعيف وكشف ابو ثمال ان «هناك سببا لابد من التطرق إليه الذي يتجنبه العديد من الباحثين والدارسين ألا وهو غياب الوازع الديني في نفسية وسلوكات شباب هذا العصر فمصادر المعرفة في وقتنا الراهن متعددة و متنوعة، ولعل هذا التنوع يجعل من الشخص الضعيف الإيمان الميل إلى ما يفسد العقل ويجعله يحبذ الظلام على النور فكثير من الشباب اليوم يعتقدون أن الإسلام فيه تقييد للحريات وكبت للطاقات فيبتعدون عنه ويعتبرونه ديناً رجعياً يأخذ بيد أهله إلى الوراء، حيث إننا نجد التقليد الأعمى للغرب والمتجلي في كل نواحي حياتنا اليومية، وهذا التقليد راجع إلى اعتبار الغرب مصدر الحضارة والرقي والازدهار، وإنه أيضاً مصدر الحرية الكاملة للشخص دون أن ينتبهوا للسلبيات التي يخلفها هذا التقليد، فالشاب العربي عامة بإمكانه أن يحقق ما لم يستطع أن يحققه الشاب الغربي وبإمكانه أن يسير بالعرب إلى الأمام الأفضل والأحسن». فتيات يخلعن رداء الأنوثة بحثاً عن عاطفة مفقودة أو خوفاً من الجنس ارتدت علياء بدلة عسكرية مموهة، أثناء ذهابها إلى الجامعة، ولم تنس أن تتسلح بحذاء قريب من حذاء الجنود في الميدان، ودعمت مظهرها الخارجي، بقصة شعر قصيرة جداً، ومكياج حاد الملامح، واضعة على عينيها نظارة رجالية، خالية من أي لمسة أنثوية، وشدت من قوامها وهي تمشي مشية رجالية خالصة، معلنة أمام الجميع أنها من فئة «البويات». وأكد محللون أن انتشار ظاهرة الإيمو والبويات يرجع إلى عدم الاعتراف بهما في أوقات سابقة، ومنع الحديث عنهما في البداية، مؤكدين أن الظاهرة تخفي وراءها أمراضاً وعقداً نفسية عدة، في حاجة إلى علاج سريع، وليس إلى إقصاء، موضحين أن الظاهرتين في انتشار مستمر في المجتمع السعودي، ولا يمكن السكوت عليهما. الفراغ العاطفي يدفع الفتيات الى ظهور سلوكيات اخرى سلبية جديدة وتعد الأيمو أو البويات ظاهرة سلبية، انتشرت في كثير في الجامعات والمدارس، وهي تعد دخيلة على حياتنا، وكانت في الماضي محدودة، لكنها بدأت بالانتشار بشكل أكبر وأصبحت بحاجة للدراسة والبحث عن الحلول. وأكدت المرشدة الطلابية سابقاً وفاء القرون أن «المحاضرات وحدها لا تكفي، فقد تحضر الفتاة وتتأثر لفترة بسيطة، وتعود إلى ما كانت عليه»، مشيرة إلى أن «الأكثرية من البويات والأيمو لا يحضرن للمحاضرات التي أؤكد أن تأثيرها محدود وبسيط». وقالت: «دراسة السلوكيات السلبية يحتاج إلى عوامل عدة، منها الأسرة التي لها دور في علاج هذه السلوكيات، ودورها علاجي ووقائي خاصة مع الانفتاح الإعلامي، موضحة أن «هناك سلوكيات سلبية جديدة، فالفتيات يرتدين لباس عبدة الشيطان دون أن يكون لديهن فكرة عن حقيقتها»، مؤكدة على أهمية دور الأسرة الوقائي والرقابي، وليس بالضرورة أن تضغط بشدة، لأن المنع يزيد من إصرار الشخص على ارتكاب الخطأ، ولكن على الأسرة أن تعي ما يتابعه الأبناء وتساعد في ترشيح وتنقيه أفكارهم ودور المرشدين والدعاة من خلال الخطب للتوعية بدور الأم والأب، لذا يجب أن تتكاتف جهات عدة لحل تلك السلوكيات ويجب أن نكون كمربين قريبين من هذا الجيل ونتفهمه، ولا نكون عليهم سلطة ضاغطة، ولو تم تعزيز دور الأم والأب الحقيقي كما كان في الماضي، لانصلح حال الشباب، وزالت نسبة 60الى 70% من تلك السلوكيات السلبية». الفشل الدراسي وقالت القرون: «بالنسبة لدور المدرسة للأسف، فإن ردة فعلها تجاه فتاة الأيمو أو البوية سلبية، ومع التعنيف تزداد الفتاة عناداً، وقد يحدث اتفاق بينها وبين صديقاتها لزيادة درجة العناد، ردا على الهجوم الذي يتعرضن له من قبل المرشدات في المدارس، وهناك أسباب تجعل الفتاة تتجه لتلك السلوكيات، وبخبرتي السابقة في الإرشاد، فإن الموضوع يحتاج لدراسة، فقد مررت على فتيات يمارسن السلوك السلبي، ليس حباً في ممارسته بل ليخففن الضغط الذي يعانين منه في محيط الأسرة، مثل المشاكل الأسرية، أو المشاكل الموجوة في المدرسة، مثل الفشل الدراسي أو عدم وجود صديقات، فتماشي الفتاة مظاهر الفتيات الأخريات لتكون صديقة لهن». مؤسسات قوية وتطالب القرون بتأسيس مركز يضم الاجتماعيين والباحثين والمتخصصين الشرعيين لدراسة قضية السلوكيات السلبية، مثل الأيمو والبويات وغيرها، نظراً لانتشارهما بين الفتيات، ولكون الاجتماعيين أكثر دراية بتلك السلوكيات وأسبابها، وطرح الحلول السليمة لاتباعها والحد من انتشارها بين الفتيات، ويا حبذا لو يكون هذا الحل على مستوى الدولة، وليس جهداً فردياً من شخص أو مركز حي، خاصة أن هناك مؤسسات قوية وضخمة تروّج وتعمل على تغريب المجتمع والمربين والدعاة، ويطالبون بالأخلاق والمواطنة الصالحة وللأسف يطرح من خلال وسائل الإعلام الغث والسمين، السيئ والجيد، وهم ليسوا ضد التقدم والتطور لكن ضد كل ما يخالف الخلق السليم والفطرة، وهذا ما لا يعود بالنفع على مجتمعنا، بل يزيد من عدد الفاشلين والفاشلات»، مضيفة: «شبابنا وفتياتنا فيهم طاقات هائلة لكنهم بحاجة للتوجيه، فلا توجد جهات توجههم بالشكل الصحيح، وأعتقد أن الأيمو والبويات وغيرها من السلوكيات السلبية، هي أعراض لمرض أكبر، وهو نتاج أوقات الفراغ الداخلي الذي تعيشه الفتيات غير الموجهات طاقاتهن، وعند وجود المادة والفراغ والإمكانات يتوجه البعض للفساد والتصرف بشكل سلبي». لو تم تعزيز دور الأم والأب الحقيقي في التربية كما كان في الماضي، لصلُح حال الشباب والفتيات، وزالت نسبة من بعض السلوكيات السلبية في المجتمع. أحد المنتزهات وتخاف من تصرفات البويات، وأبدت ارتياحها عندما توجهت لأحد المنتزهات، ووجدت فيه لافتة تمنع البويات من الدخول. وعارضتها أم نورة، وقالت: «المنع ليس حلا بل يجب مواجهة الأمر وعلاجه، وليس التعامل معه بالمنع دون حله، فالظاهرة أصبحت منتشرة بشكل كبير بسبب عدم التعامل الجيد معها منذ بدايتها، متسائلة: «هل سيقل عدد البويات بالمنع؟، لا أعتقد، إذ يجب أن نواجه المشكلة ونحلها بشكل صحيح». وانتقد الدكتور طلال البكري عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب تأخر التعامل مع هذه الظاهرة، وقال: «لو كنا تعاملنا معها من البداية ما انتشرت بهذا الشكل، فهن بناتنا قد حدن عن طريق الصواب ويجب أن نتعامل معهن بكل رقي ونحاول إعادتهن للطريق الصحيح بالمناصحة، وهذا واجب الأسرة والمؤسسات الاجتماعية، وليس المنع الذي سيزيد من انتشار هذه الظاهرة». وتتحدث عائشة أو كما كانت تحب أن ينادوها ب»متعب» عن تجربتها في عالم البويات، وقالت: «كنت أجد في البويات شيئاً جذاباً وغريباً، فدخلت إلى عالمهن وأصبحت «متعب»، ولقيت استحسان صديقاتي اللاتي شجعنني على هذا التصرف كبوية جديدة، فلبست لباساً بعيداً عن مظهر الفتيات، وأقرب للولد، وقصرت شعري وأصبحت أقلد طريقة الولد في المشي ونبرة الصوت، لكن بعد زواجي وحصولي على الاهتمام الكافي، أصبحت امرأة كأي امرأة». وتضيف: «كل ما كان ينقصني هو الاهتمام، وهذا أمر أفتقده في أسرتي، ولازلت أضحك عندما أتذكر كيف كنت أتصرف في الماضي، وأنا الآن أم لكن سأحاول تجنب أخطاء أسرتي في حقي وأربي ابنتي بشكل صحيح. السلوك السلبي وتنتقد نورة راشد المحلات التي تروّج للسلوكيات السلبية، وتقول: «تجد أساور للشباب وإكسسوارات غريبة للفتيات، وحتى القمصان والأحذية تبدو غريبة، كأن المحل يشجع على السلوك السلبي، وكما أن بعض وسائل الإعلام تروّج لذلك، وحب التقليد أو الجهل يدفع البعض لاتباع السلوك السلبي». خطباء المساجد: التربية الإسلامية الصحيحة تنقذ الأبناء من خطر التغريب أجمع عدد من خطباء المساجد بجدة على أن التربية الصحيحة للأبناء في منازلهم تهيّئهم للحياة الكريمة، وتصل بأجسامهم وروحهم إلى درجة متقدّمة من السمو والرقي الإنساني، وترشدهم إلى حقوقهم وواجباتهم، مؤكدين أن التربية تعدُّ أكبر مؤثر في حياة الأمم، وعليها يتوقف مستقبلها، وعنها تنتج عظمتها. وقال الخطباء خلال حديثهم ل»اليوم» ان التربية بالمنازل أمرٌ يشمل كل المؤثرات في حياة الشاب وأن التعليم وسيلة من وسائل التربية فقط، وان تربية الابن منذ الصغر على عادات وتقاليد الآباء والاجداد ترسخ في أذهان الأبناء التمييز بين الخطأ والصواب أثناء حياتهم العلمية والعملية. في البداية قال إمام وخطيب جامع حي المنتزهات بجدة ماجد الجامع إن «غاية التربية الإسلامية تعبيد الخلق للخالق وغرس حب الرب «عز وجل» ورسوله «صلى الله عليه وسلم» في نفوس الناشئة وحب دينهم العظيم والتمسك بآدابه والغيرة عليه، فغاية التربية الإسلامية تحبيب وتقريب الإسلام إلى النفوس، والعمل به وتهيئة السبيل للنجاح في الحياة والدفاع عن المصلحة الدينية والدنيوية وتنمية الشعور بالغيرة على الدين وأهله ووطنه». وبيَّن الجامع ان «أول ما يرى الطفل من الوجود منزله وذويه، وبالتالي ترتسم في ذهنه أول صور الحياة مما يراه من حالهم وطرق معيشتهم، فتتشكّل نفسه القابلة لكل شيء المنفعلة بكل أثر بشكل هذه البيئة»، مشيرًا إلى أن «الأم إذا صلحت فسيكون الابن رجلًا بكل معنى كلمة الرجولة، وعندما نستقرئ تاريخ العظماء، نجد أن السر في عظمة الكثيرين، ما بثته فيهم الأمهات من المبادئ الصالحة القويمة بحُكم التربية الحسنة والتلقين». منافية للعقيدة وأوضح الجامع ان «الأبناء أمانة عظيمة في أعناق الآباء، يجب أن نقوم بتعليمهم أسس التربية الإسلامية الصحيحة حتى لا ينجرفوا إلى طرق منافية للعقيدة الإسلامية، وأن يكون الوالدان قدوة لأبنائهما في احترام شعائر الدين والمسارعة إلى أداء فرائضه وبخاصة أمام الأولاد، بل وأن يقصّوا عليهم من نبأ الصالحين وقصص المتقين وأعظمهم قدوتهم، كما أن على الوالدين أن يضع كل منهما نِصب عينيه أن يُشبع أبناءه بروح الدين والشعور الإسلامي في كل الفرص المناسبة يتحدث إليهم عن عظمته ورجاله وأسراره ويصطحبهم إلى المساجد والمنتديات الدينية ويُشعرهم بالمخافة من الله تعالى وهيبته ومراقبته في السر والعلن واستخلاص العِبر من الحوادث وأن يُعنَى بتحفيظهم شيئًا من كلام الله وكلام رسول الله «صلى الله عليه وسلم». الأندية الطيبة من جهته قال إمام وخطيب مسجد علي بن أبي طالب الشيخ محمد السفري إنه بلا شك أن «التربية الإسلامية للأبناء في منازل أسرهم تعني أن نقرّب الناشئ إلى كل مؤثرات الفضيلة ونُبعده عن كل مؤثرات الرذيلة، وأن ندعو الله تعالى أن يُصلحه ويهديه وينفع به أمة محمد». وبيَّن السفري أن الأندية الطيبة والمراكز الشبابية المختصة، لها عظيم الأثر في نفس الناشئ، فيجب أن يُعرّف منها بكل ما يرشد إلى خُلق ديني ويُبعد عن كل ما يضمّ مفاسد الدين والخُلق كالمسارح الهازلة والمراقص الخليعة والمقاهي الموبوءة. وشدَّد السفري على وجوب إرشاد الأبناء الناشئة إلى مصاحبة الأخيار ونبيّن لهم فضيلة ذلك ونحول بينهم وبين مخالطة الأشرار مع شرح ما يستهدفهم من الخطر إذا صاحبوا رفقاء السوء، ولعل من الأفضل وجود مكتبةٍ في المنزل مهما كانت يسيرة تضمّ كتب التاريخ الإسلامي وتراجم السلف وكتب الأخلاق والحِكَم والرحلات الإسلامية وتاريخ الفتوح والروايات الإسلامية الموجّهة ونحوها، ولئن كانت صيدلية المنزل ضرورية لدواء الأجسام، فالمكتبة الإسلامية في المنزل ضرورية لإصلاح العقول.
أولياء الأمور يحذّرون: نحن في واد.. وأبناؤنا في وادٍ آخر ولابد من حل
جانب من احدى المناسبات الشبابية حذر أولياء أمور بأن البون شاسع بينهم وبين أبنائهم في كل شيء، مؤكدين أن فجوة الجيلين تتسع يوماً بعد آخر، مع تطور الثقافات، واختلاطها بفعل عوامل الاتصال الحديثة التي جعلت من العالم قرية صغيرة جداً، لا حدود أو حواجز بين دوله المختلفة، مطالبين بأن تكون هناك آلية معينة لتربية النشء، على أن تواكب هذا العصر. وأجمع أولياء الأمور، على أن المجتمع السعودي يواجه إشكالية كبيرة في سياسات التربية وتفاوتها بين الأسر، بحسب حجم التقليد والتأثر بالعادات الغربية والدخيلة على المجتمع السعودي. سرعة التغير وأكد أولياء الأمور أن عامل الاختلافات بين الناس من جيل الشباب وكبار السن وخاصة بين الأطفال وجيل آبائهم يظهر تماما على المجتمع السعودي كون أغلب سكان المملكة بما نسبته 60 بالمائة، من فئة الشباب، وسيزيد الفجوة بين الابن والأب خلال السنوات المقبلة، وذلك نتيجة زيادة سرعة التغير الثقافي في العصر الحديث بين الجيلين فيما يتعلق بأمور مثل الأذواق الموسيقية، والأزياء والثقافات والسياسة. في البداية تحدث أبو إياد الخطيب (ولي أمر) في جدة، وقال: إن بعض أولياء الأمور لديهم أساليب غير سوية وخاطئة في تربية أبنائهم، إما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لاتباع أساليب قديمة أو لعقد نفسية يعاني منها الأب أو الأم ، فالأب عندما يحرم من الحنان في صغره، تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس بحرص بعض الآباء على أن يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربيتهم في الصغر، وكذلك الحال بالنسبة للأم». عامل الاختلاط وقال الخطيب: إن «اختلاط الأسر غير السعودية، والتي لها عادات وتقاليد خاصة بها، بالأسر السعودية، له تأثير على أبنائنا كون عامل الاختلاط والتأثر أحد أهم عوامل التأثير المباشر عليهم، وإذا كانت الأسرة محافظة داخل منزلها، ولكن باختلاط أبنائها مع أبناء الأسر الأخرى، يغير تفكيرهم وسياساتهم التعليمية». وبين الخطيب أن «الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع فيها الأبناء ويفتح الطفل عينيه في أحضانها، حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل، ولكن تبقى شخصية الطفل تتشكل خلال خمس السنوات الأولى أي في الأسرة، لذا كان من الضروري أن تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل، وتجعل منه شاباً واثقاً من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع». فئة الشباب من جانبه وضح عويض المحمادي ولي أمر في جدة أن «هناك عوامل اختلافات بين جيل الشباب وجيل كبار السن ويظهر هذا تماماً على المجتمع السعودي، كون 60 بالمائة من سكان المملكة من فئة الشباب، وسيزيد الفجوة بين الابن والأب خلال السنوات المقبلة وذلك نتيجة زيادة سرعة التغير الثقافي والتطور التقني، وقوة الاختلاط بين الثقافات، وخاصة فيما يتعلق بأمور مثل الأذواق الموسيقية ،الأزياء والثقافة والسياسة» وأشار المحمادي إلى أن «من أخطائنا التي نرتكبها مع أبنائنا، قلة الأوقات المخصصة للجلوس معهم، وإذا قدر لنا الجلوس، فدون برامج مدروسة، وربما غابت أهداف التربية أو عدمنا الوسيلة المناسبة للتربية، ولو أن المربي أو المربية في كل جلسة علّما الطفل أدباً أو حفظاه آية أو نبهاه إلى خطأ أو علماه ما يجهل بأسلوب مناسب لتشكل من ذلك رصيد نافع لهذا الطفل، يدعوه للمكارم، ويحفظه من المزالق والانحرافات التي يشهدها الشارع السعودي اليوم».